زاد الاردن الاخباري -
خاص-يسرا الشريف-هو قائد تربوي ميداني، يخوض معركته ضد الجهل والتخلف ببسالة فائقة، سلاحه الإيمان بالله، وبنور العلم الذي ينشره يحقق الانتصار تلو الانتصار. وبعد كل تلك الانتصارات المكثفة والأجيال التي نشات بسببه منتصرة فأصبحت الطبيب ورجل القانون والمهندس والسياسي ورجل الأمن يهمل صانع تلك الأبطال، يهمل ذلك الجندي المجهول ولا يلقى جيلا يقدره ولا حكومة تحميه ولا دولة تعطيه بحق استحقاقه كمرتب على الأقل يأكل من وراءه لقمة العيش!
للأسف المعلم اليوم لم يعد ينظر إليه من قبل المجتمع كالسابق؛ لللأسف جيل اليوم لا يحترم المعلم إلا بالتهديد والوعيد، وإن احترمه ظاهريا فداخله لا يقدر أي جهد يقدمه المعلم من أجله، هو لا يعي مكانة المعلم وشرف مهنته، وللأسف حتى ذوو الطلاب لم يعودوا كأولياء أمور الأجيال القديمة التي كانت تغرس داخل عقول أبناءهم مكانة المعلم المبجلة وتحثهم على احترامه والانصياغ له في كل ما يقول، بل كانوا يعطون للمعلم صلاحية أن يكون أبا وأما لهذا الطفل ليشكله على يديه ويربيه ليكون الأصلح والأفضل.
للأسف تغير اليوم كل هذا ولم يعد هناك ثقة متبادلة أو احترام أو تقدير! أصبح ينظر لمهنة المعلم إلى أنها مهنة فقيرة وصاحبها مسكين، فقير، على باب الله! والله على تلك المصيبة التي أصبح صاحب العلم والفكر مربي الأجيال هو الفقير الغلبان؛ كون مرتبه ضئيلا وجهده عظيما وحقوقه اندثرت من زمان.
اليوم في الأردن انطلق صراخ أخ لمعلمة وهو يحكي الحادثة التي حدثت لها صباح اليوم للمذيع محمد الوكيل، ويقول أن أخته المعلمة تعرضت للضرب بالحجارة من قبل طلاب التوجيهي الذين كانت تراقب عليهم في لجنة الامتحان ودخلت على أثرها في غيبوبة وهي حامل. يعني أودت الحادثة بحياة روحين.
أنا لا أستغرب من الحادثة؛ فهناك سوابق وسوابق للاعتداءات التي تعرض لها المعلمين من قبل الطلاب أو ذووهم في كافة مناطق المملكة ،في إربد وجرش وعجلون والرمثا وآخرها المفرق.. أنا أستغرب فقط كيف انهم لم يتهيؤوا باحتياطات أمنية تحمي المعلمين بحيث يعينوا عند امتحانات الثانوية العامة عند كل مدرسة شرطيين على الأقل ليرتدع الطلاب عن التعرض للمعلمين، أين دور نقابة المعلمين التي اعتصمت وأضربت وحاربت من أجل تشكيل لجانها التسعة، أما استطاع رئيس لجنة على الأقل بعرض تلك المشكلة للجهة الأمنية واقترح تعيين رجال شرطة عند المدارس ليحموا المعلمين. اما استطاع النقيب أن يقترح فرض عقوبات مشددة على من يتعرض لمعلم?!
للأسف لم يخطر في بال أحد أن يأتي يوم من الأيام ويسأل المذيع سؤالا يختم به البرنامج: هل تقيموا الوضع بأنه يحتاج لتدخل قوات الدرك في المحافظات لمنع الاعتداء على المعلمين?
أتحسف على المعلم بعد أن كاد ليكون رسولا في الماضي أصبح مهانا معرضا للخطر في الحاضر.