زاد الاردن الاخباري -
خاص - هبه عرفات - الأردن.. مسقط رأسه، البلد الذي كبر فيها و ترعرع..
فلسطين.. وطن آبائه و أجداده، التي تركوها مجبرين بعد أن احتلها أبناء صهيون..
فلسطين.. الأرض التي استشهد جدّه من أجلها.. و في عاصمتها، على أسوار الأقصى، يقع ضريحه..
الأردن.. بلد آبائه و أجداده، التي شربوا ماءها و حصدوا قمحها منذ مئات السنين..
هما صنوان لا يفترقان.. شرق النهر و غربه.. أردن الإباء و فلسطين الصمود..
هما كالليل و النهار، لا قيمة لأحدهما دون وجود الآخر..
كالقلب و العقل، يعين أحدهما الآخر إذا تألم و انكسر..
كالعينان اللتان تبكيان معاً و تريان معاً و تتحركان معاً..
ثم بكل بساطة، يتطوّر أي نقاش بين اثنين لحديث عنصري بحت، فهذا ينتقد الوطن و يكيل له إساءات لا تعد و لا تحصى، ليرد الآخر بكل تفاهة "مش عاجبك البلد، ملوخيّاتك و على الجسر"!
كيف لأحد أن يعتبر الأردن "ملك الوالد" و يقرّر أن يطرد هذا و ذاك.. كيف له أن ينسى كم خدم هؤلاء الوطن، و كم بذلوا الغالي و النفيس من أجله.. كيف لأحد أن ينكر فضلهم في نهضة المملكة و نموّها.. و كم بذلوا ما في وسعهم ليردّوا جميله عليهم..
ثمّ كيف لأحد أصلاً أن يسيء للوطن الذي فتح له ذراعيه حين أدارت له كل الدول ظهورها.. كيف لأحد أن ينتقص من الحقوق التي منحها له الأردن.. كيف له أن ينكر فضل البلد الذي كبر و ترعرع فيه.. كيف له أن ينسى الماء الذي رواه في عطشه و البيت الذي أواه في خوفه..
بغض النظر عمّا تقوله جوازات السفر، و بغض النظر عن الهويات و الأرقام الوطنية، لا شيء يثبت الوطنية أكثر من القول و العمل..
فكم من أردني بلا رقم وطني أكثر انتماءً للأردن من حامل الرقم..
و كم من حامل رقم وطني أكثر ولاءً لفلسطين و القضية من حامل البطاقة الخضراء و الصفراء..
الوطنية لا تكون بالإساءة للآخر.. الوطنية تكون في أن تحسن لبلدك و أن تعكس صورة حسنة عنها.. فعنصريّتك تسيء لك و لوطنك قبل أن تسيء لغيرك، و انتقاصك لقدر غيرك هو انتقاص لقدرك أولاً و أخيراً..
فالأردن بلدك و بلده و بلدي.. و فلسطين وطنك و وطنه و وطني..
هما كالروح الواحدة في جسدين.. و البحر الذي حاول التفريق بينهما، مات!