هناك العديد من النقاط في الحياة السياسية الأردنية من باب أنها سهلة ولكنها ممتنعة و بالتالي يصعب الحديث بها علانية أو مجرد أن نفكر بها بشيء من العقلانية وبعد النظر ، ونجد أنفسنا نضعها في زاوية ما من تفكيرنا ونبذل كل جهدنا بأن لانخرجها من زواية الظلمة في هذا العقل الأردني إلى زاوية النور والبصيرة .
وربما نجد أنفسنا مكتفين بأننا نمتلك قناعة كاملة بأنها موجودة ولها دور بل أنها تتحكم بالكثير من أمور حياتنا وبالذات في الشق السياسي من حياتنا ، ونشيح بوجوهنا عنها مع أن الأخرين من الخارج يشاهدونها بكل وضوح ومهما حاولنا أن نقنعهم بأنها ليست موجوده سوى في عقولهم نجد أنفسنا ننهي النقاش إما بجمل عامة عن مفاهيم المساواة والعدالة والحرية ونقوم تلقائيا بوضعها في خانة المقارنة مع غيرنا من الدول الذي تتصف بالقمعية والدكتاتورية ونهني الحديث بأن نحمد الله على نعمة أننا لسنا مثلهم وأنهم ليسوا مثلنا .
وكي لاندخل بمتاهة السهل الممتنع الأردني أذكر هنا عنوانين لمجموعة من قضايا السهل الممتنع لدينا : الوطن البديل ، الفساد السياسي ( وهو يختلف كليا عن الفساد الاقتصادي) ، الفساد الاقتصادي ، العشائرية ، مافيا النفوذ السياسي والمرتبط بالعشائرية ، مافيا النفوذ الاقتصادي المرتبط بالقرب من رموز السلطة ،الكيل بمكيالين عند تطبيق التقشف وتخفيض المصروفات ، بقاء مالية الاجهزة الامنية خارج تغطية رقابة ديوان المحاسبة ، مصطلع الموالات والولاء والبقاء على العهد و التعامل باللونين الابيض والاسود فقط في هذه المصطلحات وعدم وجود الوان اخرى بينهما ، وأخيرا قدرتنا على الحديث بصراحة مع أنفسنا مع أننا نمارس الكذب في نفس الوقت مع الأخرين .