زاد الاردن الاخباري -
خاص - هبه عرفات - حكومتنا.. يبدو أننا ظلمناها.. زدنا عليها بالحكي.. شوهنا صورتها أمام القريب و البعيد.. اتهمناها بالغش و السرقة و النهب.. قلنا أنها لا تهتم بنا كمواطنين.. ادّعينا أنها "بتضحك علينا"..
ظلمناها.. يا عيب الشوم علينا!
لو حاولنا النظر للموضوع من زاوية أخرى، لعرفنا أن الحكومة خايفة علينا، حاملة همنا، قلقة من أن تخسرنا، نحن أبناءها..
البداية كانت من رفع أسعار السلع و البضائع المختلفة، هدفها الواضح و الصريح كان إفقار المواطن..
لماذا؟ لأنه كما صحّ عن النبيّ محمّد صلى الله عليه و سلّم أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء..
حنونة حكومتنا.. تريدنا من أن نكون من أصحاب جنة النعيم!
ثم قامت برفع أسعار المشتقات النفطية.. بعد أن شهدنا تزايداً في عدد الأشخاص الذين يقتلون أنفسهم حرقاً بتلك المشتقات..
لم يهن على الحكومة رؤية أبنائها يحترقون، فحرمتهم الوقود.. لمصلحتهم طبعاً!
و اليوم، قامت الحكومة -مشكورة- برفع رسوم حجز القبور، لأكثر من الضعف..
ما بدها ايانا نموت! عزيزين عليها! لا تقوى على العيش بدوننا!
فقريباً قد تزداد الضريبة على ماء الشرب، خوفاً علينا من أن "نتشردق" فيها و نموت..
قريباً قد تضاف ضريبة على استعمال الشارع، خوفاً علينا من حوادث الدهس و التصادم و التدهور..
قريباً قد نضطر لدفع ضريبة عند الصعود للطوابق المرتفعة، خوفاً علينا من السقوط..
قريباً قد ندفع ضريبة على الهواء، مين بعرف ممكن نسبة ثاني أكسيد الكربون فيه تكون أعلى من النسبة المسموح بها دولياً..
بالخلاصة..
الحكومة تعمل من أجلنا.. تأسف لإزعاجنا..
و نحن بالمقابل نكرنا معروفها علينا..
إحنا آسفين يا حكومة.. حقّك علينا!