زاد الاردن الاخباري -
ابراهيم علي ابورمان
عندما قامت ثورات الربيع العربي في الدول العربية لاحظت الشعوب العربية التي لم تصلها رياح التغيير الى ما حدث في هذه البلدان وبدات تاخذ الدروس فمنها ما اعتبر وكف عن المشاركة واكتفى بالتعبيرات البسيطة من مظاهرات واعتصامات كما في الاردن ودول الخليج وبقي البعض ساكنا لايحرك له أي شعور كما في الجزائر وبقيت بعض الشعوب ماضية في عزمها على التخلص من حكامها كما في سوريا
التجربة في تونس كانت مشجعة الخسائر قليلة واحسن زين العايدين بالتخلي عن الحكم والذهاب الى بلاد الحرمين ونسال الله ان يهدية يحيث تكون اخر ايامه في رضى الله
اما بالنسبة للتجربة الليبية فقد كان الثمن فادحا الا ان التدخل الغربي ساهم في القضاء على نظام القذافي فلولا التدخل الغربي لابيد شعب ليبيا بالكامل وجيء باناس اخرين لسكنى ليبيا اكثر ولائا للزعيم البائد
اما بالنسبة لمصر فقد تقرر حسم الامر بان يتخلى الرئيس وان يبقى الفلول لكي يديروا مصر فكان الدستور المكمل ونزوير الانتخابات وحل مجلس الشعب وتقييد الرئيس المنتخب بحيث لا يكون له أي سلطة على الجيش مستقبلا كما كانت تركيا العلمانية سابقا حيث كان الجيش حاميا للعلمانية وللارض التركية وضمان بعدها عن الاسلام كان المقياس لمدى سطوة الجيش
الا ان فوز الاسلاميين الذين ينادون بعودة البلاد الى حضنها الشرقي ادى الى موجة تسونامي عصفت بالجيش لتبعدة عن السياسة وتعيدة الى ثكناته ويترك الامر لمن اختارهم الشعب وصادف هذا الامر مع قادة الجيش الجدد الذين لم كونوا كسلفائهم مهتمين ببقاء النفوذ لدى الجيش فكان الامر لاردوغان وعبدلله غول
فجاءت التجربة التركية في وصول الاسلاميين للسلطة نموذجا يحتذى به وهذا النموذج حدث بدون سفك الدماء وباقل الاضرار الا انه احتاج لفترة تزيد عن عشرين عاما منذ تولي نجم الدين اربكان السلطه الا انه حبس وحل حزبه اكثر من مرة
اما عندنا في المشرق العربي فجاءت تجربة السوريين اهل الشام دامية فتنازلوا عن الامن مقابل الديمقراطية وللحرية الحمراء باب بيد كل مضرجة يدق فالديمقراطية لها ثمن واي ثمن فهي كالمخاض الذي يكون مؤلما الا انه يحمل تباشير الحرية ورياح النصر وبخاصة ان جيرانك في الجنوب لا يريدون لك ان تبقى حرا فالحرية لك تؤرقهم وتزلزلهم وتجعلهم يتمنون لك ان تفشل لان الاعداء وبخاصة اليهود يعرفون حتما بان الديمقراطية التي تختارها الشعوب سوف تختار حكاما قريبون من الشعوب ويفكرون في مصالح الشعوب ومصالح الشعوب هي في استرداد الارض المحتلة من الغاصبين وكذلك من مصالح الشعوب الحفاظ على ثروات البلاد والحيلولة دون ان تقع في ايدي اللصوص والفاسدين والاعداءلذا لا بد للشعوب من تختار من احد خيارين
الاول هو الامن مع العيش بالذل وفي ظل ثروات منهوبة وارض مسلوية وحرية معدومة
والخيار الثاني هو الديمقراطية ولها ثمن واي ثمن يدفع من الدم وفقدان الاحبة ولكنه يحمل بصيص الامل في عيش كريم
خياران احلاهما مر الامن والديمقراطية