زاد الاردن الاخباري -
بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
مر عامان تقريبا والعرب يعيشون في أحلام اليقظة على ما يحدث على أراضيهم ، وما أسموه بالربيع العربي ، وهو بعيد كل البعد
عن معنى الربيع الذي يوحي بالجمال بكل معانيه ، وهذا عكس ما حدث ويحدث على الساحة العربية من تونس مرورا بليبيا والسودان
واليمن والبحرين ومصر وسوريا والذي لا يستحق هذا الاسم ، وما نراه أشد قسوة من خريف جاف بدرجات حرارة مرتفعة أعلى من
معدلها في مثل هذه الأحوال ، فما نراه مناظر قتل وتدمير ودماء عربية تروي الأرض العربية فلا تنبت إلا الانشقاق والفتنة والاقتتال
الطائفي الممنهج أحيانا والسلطوي أحيانا أخرى ، وتقسيم الدولة الواحدة إلى عدة كيانات وان لم تعلن استقلالها وتقدم أوراق اعتمادها
للأمم المتحدة ، لتعود للأستعمار يأرادتها يعد أن تكون قد نفذت اتفاقية سايكس بيكو جديدة اتفقت عليها أمريكا العاهره والدول الأوروبية
المتزعمه ، والتي كتبت بقلم صهيوني بأمتياز ، لسلب الخيرات العربية ، وتهميش القضية الفلسطينية ، وتبقى فلسطين وحيدة تلعق
جراح أبنائها ، والتي لم تعد قادرة عليها ، وتزيدها الغطرسة الصهيونية كل يوم جراحا جديده
السودان والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه أصبح سودانين سودان عربي وسودان تصهين جهارا وأمام نظر العرب جميعا
ورفع علم الكيان الصهيوني جنبا إلى جنب مع علمه المعد مسبقا لأن انسلاخه على السودان العربي الأم لم يكن لولا دعم الكيان
الصهيوني له بالمرتزقة والسلاح ، وليبيا وما زال مسلسل القتل فيها مستمرا ورفع العلم الصهيوني اعترافا من الحكم الجديد بالدعم
الصهيوني ، واليمن مازالت الطائرات والمدافع تقصف بلا رحمة ولا تفرق بين مدني ومسلح ، ولا ندري لمن تكون الغلبة للشمال أم
للجنوب ، أو للسلطة أم للقبائل ، أما العراق وقد مضى على احتلاله أمريكيا ما يقارب من عشرة أعوام مازالت الانقسامات الطائفية
تعصف به ، وانقسم إلى ثلاثة كيانات كردية في الشمال بدعم صهيوني ، وسني في الوسط بدعم أمريكي ، وشيعي في الجنوب بدعم
إيراني ، رغم عدم إعلان استقلالها ، وما زالت حسب التقارير والمراقبين عدد القتلى فيه يتجاوز عدد القتلى في سوريا التي تعيش
أصعب أيام تاريخها بالاقتتال الداخلي ، والمدعوم للطرفين من الخارج حسب المصالح الولية والإقليمية الداعمة لطرفي القتال ، بل
إن ما يحدث على الساحة السورية خطف الأضواء وأصبح الحدث الأهم لوكالات الأنباء العالمية ، والتصريحات الساخنة من المؤيدين
للطرفين ، وهذا ما يزيد النار إلا اشتعالا ، والهدف الأهم من الدعم الخارجي إركاع سوريا ورفع العلم الصهيوني على الجامع الأموي ،
أما مصر الكنانة فشأنها يختلف تماما عن كل السيناريوهات فهي ثورة شبابية شعبية انتصرت فعالياتها وتخلصت من رأس النظام ،
وبقى النظام لعدم خبرة الشباب وعدم وضع أسس ورؤيا واضحة لما بعد نجاح الثورة ، وهذا ما جعل من السهولة للالتفاف عليها ،
وكان لابد من إشعال ثورة جديدة للتصحيح وإعادة الثورة إلى مسارها التي قامت من أجله والتخلص من بقايا النظام السابق ، أما ما
يحدث على أرض البحرين فهو خارج التغطية لأسباب إقليمية بحته ، أما لبنان فما تكاد تهدأ فيه نيران الطائفية حتى يعاد إشعالها من
جديد ، ولكن الملفت انه وفي أحيانا كثيرة يتم إلقاء الشأن الفلسطيني في أتون هذه النيران ، وهذا ما حدث في الأحداث الأخيرة .
فهل كل هذه المعطيات بما يحدث على الساحة العربية يوجد متسع للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي لم يعد يمر يوم
واحد دون سقوط عدد من الشهداء في مدن الضفة الغربية وقطاع غزه المحاصر ، ولم يعد يمر يوم واحد إلا ومعالم بيت المقدس
تتغير فيه نحو اليهودية وطمس المعالم الإسلامية أمام كل العالم وخاصة ما يعنينا هنا أمتنا العربية ، من خلال هذه الوقائع نجد انه لم
يعد هناك متسعا لهذه القضية العادلة شرعا وإنسانيا وخاصة بعد أن سلموا ملفها إلى بعض حفنة ضالة من أهلها لا هم لهم إلا المناصب
والكراسي ونفخ جيوبهم من أموالهم ومقدراتهم .
لذا تقول لك الله يا شعب فلسطين ، ولك الله يا قدس ، ولك الله يا فلسطين فلم يعد لكم متسعا في عالمنا العربي ...