ذات صباح استيقظت على صوت عصفور جميل وقد كنت ايامها افهم لغة العصافير الوطنية ولا افهم لغات العصافير الغربية ،ففهمت ما قال لي عصفوري عن الحراك الشعبي المصري وقد كان ينقل لي اخبار الثورة المصرية وسيناريوهات الاطاحة بمبارك وحكم العسكر وكم كان فرحي عظيم عندما سمعت تلك الاخبار وكنت وقتئذ اعتقد ان الشعب المصري قد نضج وكبر وعرف ماذا يريد بعد مخاض طويل واليم انتخب الشعب المصري رئيس جديد هذا قوامه يعرف بنفسه ويقول مرسي يُجب نصف الشعب هل هذا هو الرئيس الجديد لا شكرا Merci والنصف الاخر الرب يبارك.
وينقلني عصفوري الاخضر نحو الصحراء الليبية ليروي لي قصة ما كان معمر يبنيه وما صار مدمر بعد معمر وكيف بكل الوحشية التي في الغاب ُاِكل لحم معمر ،ابكي على الدم الاحمرلا ابكي على معمر،معمر الذي زهق بسيف الاسلام رقاب الامه ولم يركع ركعة واحدة لله فرضاً.
يجول عصفوري في ربيع هذا الغاب الذي لا يعرف تشريع واحد او دين واحد او رب واحد لا يعرف الا تشريع الغاب الاقوى يأكل حتى يشبع من لحم الاضعف يبلع، اعود واسأله مستغرب! اذ كان هذا ربيع الامة كيف يكون نار جهنمها او حريق الصيف فيها؟
لا ياعصفري الاخضر، لا تكمل،لا تخبرني عن هذه الامة اخشى على اهلي هناك في سوريا هل اصابهم مكروه ،يبكي عصفوري والدمع الاحمر يتطاير في عينيه يتمرمغ في تراب الارض ويرقص من عنف الالم ولا يطرب ويقول لي سوريا سوريا ستبقى قلعة حرية رغم ان هناك في سوريا من تحت السرداب والجحر المظلم خرجت فئران تطلب ان تقضم اشجار الوحدة، لكن الدولة هناك سوف تردم بقع ظلام الارهاب.