كثيرا ما يوصف الإسلام بأنه دين تسامح ومحبة وهذا كلام جميل في الظاهر ولكن في باطنه يثير الكثير من التساؤلات حول هذهِ الحقيقة ، وأنا أعتقد جازما أن ليست هذهِ هي الصفة التي يجب أن يتم إشهار الإسلام بها وجعلها في مقدمة الصفات العظيمة الكثيرة التي يتمتع بها ديننا الحنيف.
بل إن أهم ما يجب أن يُشاع عن الإسلام ، حتى وان كانت النظرة لدى " الآخرين " أن الإسلام هو دين "إرهاب "، فالأهم هو العدل الذي فيه ، من يتعرض أبيه للقتل سيتفهم أكثر معنى أن القاتل أخذ بثأره ، المنطق الإنساني يستوعب بشكل أفضل عند الحديث عن العدل مما يستوعب عن أن هذا الدين دين تسامح ، حين يفهم "غير المسلمين" أن تصرفاتنا تجاههم هي من باب السعي وراء العدل و سيتفهمون أكثر بشاعة فعلهم ، وسيكونون عندها مضطرين لمراجعة أخطائهم تجاهنا ، أما عند الحديث بعد كل رد فعل عن الإسلام على أساس أنه دين "تسامح" فهذا كلام يهين ذكاء المستمع ويضع المتحدث بمكان المدافع المخطئ.
منذ عام 2006 وعقوبة الإعدام موقوفة بالأردن ، والسبب هو توقيع الأردن على اتفاقية دولية يحصل الأردن مقابل التوقيع عليها على مساعدات ، لا أعرف حجمها ولا طبيعتها ، و متى كنا نعرف أصلاً..!، لا يضر بعض التطرف هنا ... هل هذهِ سيادة ... حين توقع الدولة على معاهدات تتنافى ودينها ومبدأ العدل فيه ؟
في محاضرة بمركز موسى الساكت الثقافي أقامتها جمعية تضامن المرأة حول عقوبة الإعدام ... لم يستطع المحاضرين الثلاثة ولا بأي شكل التأثير على الحضور بأن عقوبة الإعدام "يجب أن توقف "، ليس السبب من وجهة نظري المتواضعة ضعف المحاضرين "وأنا هنا لا أشيد بقوتهم أيضاً"، بل هو ضعف المنطق في رفض العقوبة وافتقارهم للأرقام والتحليل العلمي الصحيح ... والأهم "المنطق".
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم إذاعة خبر على محطة سفن ستارز مفاده أن الحضور أيدوا إلغاء عقوبة الإعدام وهذا ما لم يحصل أبداًً ..أبداً. بل على العكس تماماً ، ما طالبنا بهِ هو التقيد بتطبيق حالات الإعدام على الحالات التي أباحتها الشريعة الإسلامية وهذا منطق العدل ولا يجوز أن يستغل أن الإسلام دين تسامح لرفض هذهِ العقوبة.
لذلك اقتضى التنويه ...!
"ها كيف لعاد"