وأخيرا وصل الشعب العربي المصري إلى اللحظة الصعبة وهي لحظة الحقيقة حقيقة ربيع مرّ وانتهى إلى صيف ساخن كحرارة جهنّم ولذاعة النكت المصريّة .
وعاد ميدان ثورة يناير يضمُّ الأحبة من الشباب وأهالي شهداء الثورة وجرحاها ومفقوديها وانصارها ولكنها الآن ثورة ضدّ جهازي الأمن والآمان العسكر والقضاء وكأنّ حالهم يقول إذا كان غريمك القاضي والشرطي فلمن تشتكي وذلك درس لكل العرب قاطبة وهو انّ المجرّب لا يُجرّب ولا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرّتين وأنّ التاريخ قد يعود للوراء إذا لم نحسن التصرّف أو أخطأنا في الحسابات والتقديرات .
فحسابات العسكر والنظام السابق كانت أدقّ من حسابات الشارع والثوّار من حيث السيناريوهات والبدائل والتوقيت لكل فعاليّة أو نشاط وكانت البداية هي إستقطاب الأحزاب وخاصّة ذات الشعبيّة الكبيرة أو على الأقل تحييده وإبعادها عن الشارع وثمّ محاولة إلهاء الناس بإعتقالات ومحاكمات وحوادث لجس النبض مثل ساحة العباسية ومباراة السويس واحداث الداخليّة والميدان وكان الثوار والشباب يقولون إنّ البعض يحاول مصادرة مكاسب الثورة دون فعل شيء .
وهو من اهم الدروس من أمّنا مصر التي نحب ومسرحيّات التقاضي من قضاتها الأفاضل وقطرات الندى من نيلها المبارك ونفحات عطرة من أزهرها الشريف .
دروس كيف يُخطّط القضاة والساسة والعسكر معا لوضع خطّة مُحكمة لإصطياد متّهم ثبتت جرائمه على الملأ ولكن يصرّ المتعاونون بإتهامه بأشد التهم وهي قتل شعبه ويحكمون عليه بغليظ الأحكام وينعتونه بأقسى الأوصاف ولكن يفتحون له بابا مخرجا يخرج منه بسرعة وسلاسة دون ان يتغبّر له حذاء .
تلك الأجكام تُذكّرنا بالمسرحيات المصرية مثل شاهد مشفش حاجة أو مدرسة المشاغبين او جحا او العيال كبر ومئات من المسرحيّات والأفلام الشبيهة التي نقول بأنها صور لقصص واقعيّة ولكن ما يحدث هذه الأيّام وما حدث من القضاء المصري فاق كلّ ما جاء في تلك المسرحيّات ولو استطاع الكتّاب والممثلين اعادة تمثيل تلك المسرحيّة على خشبة المسرح فسوف تحطّم تلك المسرحيّة شبابيك المسارح في الدخول التي تتأتّى من مشاهديها لأنها بالفعل تصف حاضرا نعيشه وواقعا نحياه .
وهناك الكثير من العِبر التي تستطيع ان تستفيد منها جموع الشباب الثائر في ميادين وشوارع العواصم والمدن العربية المختلفة لكي لا يُضحك عليهم وتُصادر ثوراتهم ويُقتل شهداؤهم مرّتين .
وكذلك هي دروس لحكّام وحكومات على حافّة قبرها لكي تأخذ الدروس ولو إستدعى الأمر إستيراد او إستئجار مُخطّطين وقضاة من أرض الكنانة لتخليص انفسهم بأقل التكاليف وأقصر الآجال .
هل يُعقل ايتها المحروسة خلال اقل من سنة ونصف من تفجير ثورة الحريّة ان تهُبّي لإنقاذ ثورتك ممّن إئتمنتيهم عليها وهل يعقل انّ ربع منتخبوك يريدون إرجاع النظام السابق أين قادتك العظام اين عمر مكرم وسعد زغلول والهضيبي وعبد الناصر وغيرهم الكثيرين الذين علّموا العرب كيف يكون الإستشهاد من اجل الأرض أو الوطن أو الدين اين اولئك القادة الذين ماتوا وليس في جيوبهم أثر لمال وليس حسابات في سويسرا وغيرها من بنوك قي دول اخرى قادة لا تشبع ولا تركع ولا تخشع .
ها قد حاول العسكر وبقايا الفلول ان يُغيّروا الخارطة المصريّة العربية الإسلامية ولكنهم لم يستطيعوا وكان ميدان التحرير وإرادة الشباب وعبق دم الشهداء اقوى من الفلول وحبال الاعيبهم وها هي إرادة الشعب تنتصر وتعلن اللجنة العليا للإنتخابات فوز مرشح حزب الحرية والعدالة رئيسا منتخبا لمصر ولكافة طوائف المصريّين وها هو يعلن انسحابه من الحزب ليكون لكل المصريين .
اللهم إجعل مصر بلدا آمنا عامرا بالمحبة والإيمان وشعبها عزيزا سيّدا وابعد الفاسدين وشرور المعتدين عنها وارزقها قيادة وبطانة تحب الخير لها ولشعبها......اللهم آمين .
يا مصر يا ام الدنيا يا اغلي الأوطان
مين دا اللى يقدر يوصل بيكي لبر أمان
ويعدي بيكي على بكرة غير الشجعان