تحاورنا ,ومن عادتنا أن نتحاور ,ونخوض بالتفاصيل ,أحياناً نختلف لكن فرص الإتفاق أكثر, لسبب بسيط ,وهو أننا نبني حوارنا على الحجة والمنطق ونتوسل كل وسائل الإقناع لبلوغ الهدف.
كان محور الحديث بيننا,أسباب الخلافات الزوجية التي من الممكن أن تقود إلى الطلاق .تناقشنا نقاشا مستفيضاٌ خلصنا في ختامه إلى القول: أن بناء الثقة بين الزوجين هي الأساس في نجاحهما في بناء أسرة سعيدة ,عمادها التفاهم والمودة والمحبة بينهما .
ما أعجبني في الحوار الذي دار بيننا هو جملة شكلت خلاصة ,تصلح أن تكون عنواناُ لتجربة يستفيد منها الآخرون ,وهذه الجملة سأوردها في نهاية المقال.
إن الشكوك التي لا تستند على أساس ,والناتجة عن عدم فهم الزوجين لبعضهما ,أو قلة خبرة أحدهما أو كلاهما في الحياة,أو نتيجة لمعرفة أحدهما عن تجربة للآخر, قد تكون مبنية على شكوك ,تسهم بلا شك في خلخلة جسور الثقة بين الزوجين ,وتأدي بالتالي إلى زعزعة أستقرار الأسرة ,وقد تقود إلى نتيجة لا تحمد عقباها .
ومما يسهم في خلخلة جسور الثقة بين الزوجين ,تدخلات الأهل أو ألجيران أو رفاق ورفيقات السوء ,ومحاولة نسخ تجاربهم الفاشلة من جديد ,دون الإلتفات إلى عواقب تصرفاتهم ,
ولا يمكن ان تبنى جسور الثقة بين الزوجين ,إلا بالحوار الصريح المستند على احترام كل منهما لرأي الآخر ,وتوسل طرق الحوار الصحيحة, بعيداُ عن الشتم واستخدام الكلمات النابية المنفرة .
وتلعب حسن النوايا دوراُ أساس في تدعيم جسور الثقة وبنائها , مما يحتم على كل من الزوجين محاكمة الأمور بروية وحكمة وتعقل بهدف الوصول إلى نتيجة وليس بهدف التصعيد,مما يسمح بخلق جو هاديء يهيء الظروف لنقاش هاديء ,وبالتالي الوصول إلى الحل المنشود.
قال صاحبي: أنه اعتمد المنطق والعقلانية ,كأسس للحوار مع زوجته فنجح في بناء جسر من الثقة عز مثيلة .وعندما سألته :كيف ؟قال :احترام الزوج لزوجه ,ومعاملته كشريك حقيقي هو سر النجاح في التوصل لبناء الثقة,وأضاف: قالت لي زوجتي يوما (لو رأيت يدك تتشابك بيد امرأة أخرى وتسيران في الشارع لبحثت لك عن مخرج وقلت, أن المرأة التي تسير مع زوجي من الممكن أن تكون كفيفة ,فأراد زوجي أن يكون من أهل الخير ليجعلها تقطع الشارع بأمان .
عظيم أنت أيها الزوج ,عظيمة أنت ايتها الزوجة, حين تجعلان الثقة هي الأساس في التعامل بينكما.
حاورتني أنا ,وكتبت خلاصة تجربة يمكن أن يستفيد منها الآخرون.