ان المراقب للموارد الطبيعية التي تزخر بها الطبيعة في العالم والتي هي اصلا كافية لسد حاجة الانسان في كافة ارجاء المعمورة من اقصى الشمال الى ادنى الجنوب ومن شرق الارض الى غربها بحيث يتم القضاء على الفقر والمجاعات، ولكن للاسف استطاعت فئة معينة من البشر ان تستحوذ على موارد الارض وبتالي حرمانها الاخرين منها ويعود ذلك لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية عملت على انتشار الفقر وبتالي الوصول الى مجاعات شرسة تبطش بنفوس البشر.ومنذ عدة أشهر وتحديدا في شهر مايو (ايار) الماضي، أطلقت العديد من المنظمات الانسانية صيحات الاستغاثة لنجدة السكان المنكوبين في العالم بسبب الجوع والفقر المزمن والذي يؤدي في زمن قياسي الى مجاعات وتعد دول افريقيا اكثر دول العالم احتواء للمجاعات في العالم وتعتبر الصومال والنيجر والسودان من اهم الدول المنكوبة حيث يتعرض ربع سكان النيجر مثلا، وهم نحو 3 ملايين نسمة للموت جوعا بسبب تردي الاحوال المعيشية هناك. وحسب تقديرات منظمة «أطباء بلا حدود»، فإن هناك أكثر 20 في المائة من سكان المناطق المنكوبة في تلك الدول يعانون من سوء التغذية المستفحل. أطفال في الشهور والسنوات الاولى من ولاداتهم لم يذوقوا طعم الحليب منذ أسابيع طويلة، امراض تنتشر بسرعة البرق وبؤس الجوع خيم في كل مكان منكوب.
والمطلوب نظرة رحمة وعدم القول بأن هذه هي مسؤولية الدول والمنظمات الكبرى في العالم صحيح ولكن يجب علينا نحن كذلك القيام بواجباتنا من خلال مؤسسات العمل الاجتماعي للعمل في الميدان وتبديل النظرة الاستهلاكية للشعوب المترفه والتفكير جدياً في كل الذين يتعرضون للموت بسبب استحواذنا نحن على غذائهم والذي نرميه يوميا ويفيض عن حاجتنا فلماذا كل هذه الانانية والبشاعة في الاستملاك ولماذا نطهي اكثر من ما نأكل ولماذا اصلا نشتري ما يزيد ويفوق عن حاجتنا لماذا لا نتبرع للفقراء في بلادنا وبلاد العرب في كل مكان لندفع لهم قبل ان يدفع بنا هناك في الحفرة السوداء.