زاد الاردن الاخباري -
بقلم: محمد العشي
في سنوات طفولتي .. لم أكن من عشاق "أفلام الكارتون" أو "مسلسلات الأطفال" ، وانما كنت أقرأ من القصص الكثير ، لأبني تصوراتي الخاصة بكل موقف من مواقف السرد ، خزنت في ذهني كماً هائلاً من المعلومات عن طريق قراءة القصص و الحكايات ذات المغزى و الهدف ، ذات يوم قرأت قصة جميلة .. تذكرني بما يدور في هذه الأيام بين النائب "جميل النمري" و الصحفي "عبدالهادي راجي المجالي" من حوارات قلمية .
رجل عجوز بلغ من الكبر عتيا ، يعمل في الزراعة ويعيل أبنائه من قوت أرضه ، زرق بنجلين أتذكر أسمائهما جيداً: محمد وعلي ، وعلى مبدأ "القلب وما يهوى" كان محمد النجل الأكبر هو الأحب الى قلب والده ، يستيقظ و أولاده في كل صباح قاصدين وجه الكرم لتحصيل رزقهم.غالباً ما كان الوالد يبعث برسالة صباحية شفوية لنجله الأكبر "الله يرضى عليك يا ولدي " ، فيعترض الأصغر على ما سمع و يبدأ بالقول " هو أنا أبن الجيران؟ " فتنطلق حلقة من مسلسل النقاشات الحادة الذي ليس له أن ينتهي قبل ساعات المساء الأولى فيعودون للبيت منهكين للنوم ، وما كان للوالد سوى أن يعمل بيده
رغبة في كسب الوقت . في ليلة لم تكن سعيدة على تلك العائلة الصغيرة ، توفي الوالد تاركاً وراءه مسؤولية كبيرة على الأبناء ، وبعد أيام رجعوا للعمل رغبة بتلبية المصالح فعادوا للقصة نفسها كعهد والدهم تماماً ، فينتهي النهار دون عمل يذكر،حتى أنتهى الموسم الزراعي دون أن يجنوا قوت غذائهم فأدركوا غلطتهم و سعوا يد بيد للتكاتف في الموسم التالي لتحقيق ما يتطلعون اليه.
بين نائب وصحفي .. أقرأ لأيام مقالات و ردود ، حكاية بدأت بأنتقاد الصحفي الأستاذ عبدالهادي راجي المجالي لسعادة النائب جميل النمري حول واقعة أعتداء النائب يحيى السعود عليه تحت القبة ، فيعود ليرد عليه بمقال شديد اللهجة ، فيأتي الرد التالي قاسياً أيضاً ، ولا أتوقع أن الحكاية ستنتهي هنا ! أليس الحل أن تفتحون الباب لتبادل الرسائل الخلوية القصيرة بدلاً من أستعمال الزاوية المخصصة لرصد معاناة الناس و رسم أوجاعهم لأستعراض مشاكل شخصية وأجراء سيناريوهات لها دلالات عميقة المعنى ، وعلى مبدأ "العين بالعين والسن بالسن" لنا أن نمارس يومياتنا بسلاسة وعفوية دون تبهير أو تشهير ! أكن لكما بكل حب وأحترام وتقدير ، فأنتما ممن علمتني كتاباتكما الجرأة و المصداقية المطلقة ، لكنكم تعلمون أن النقد -في العادة- يأتي رغية بوصف الحالة للوصول الى الصواب ، أكررها : ان بعض النقد حب