أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اتفاقية تعاون بين نقابة المقاولين والمركز الجغرافي الملكي وزير الأشغال يتفقد مشروع إعادة تأهيل طريق الموقر - الأزرق "الحرة": توقع التخليص على 12 ألف مركبة كهربائية مشمولة بقرار الإعفاء الحكومي اليونيفيل تطلب من الجيش الإسرائيلي تسريع انسحابه من جنوب لبنان وزير الخارجية يتفقد السفارة الأردنية في دمشق حماس تحذر وتدين انتهاكات السلطة في الضفة الغربية أبو عبيدة: مصير أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال القسام: استهدفنا قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل الكرملين: روسيا تتواصل مع السلطات السورية الجديدة على المستويين الدبلوماسي والعسكري تاريخ النشر : الإثنين - pm 06:34 | 2024-12-23 نتنياهو: هناك تقدم بشأن الصفقة الشرع: سوريا تريد علاقات طيبة مع الأردن الحنيطي يزور كتيبة الأمير حسن الآلية /4 ويطلع على الجاهزية القتالية مؤشر عمَّان ينهي تعاملات الاثنين مرتفعًا بدعم القياديات وزارة المياه والري سلطة المياه تضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير عالم أردني يفوز بجائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية لعام 2024 أبو صعيليك يبحث تعزيز خدمة "المكان الواحد" في غرفة صناعة عمان الأردن يفوز برئاسة المجموعة الأورومتوسطية لمنظمي الاتصالات لازاريني: طفل يقتل كل ساعة في غزة ولا يمكن تبرير قتل الأطفال النواب يناقشون الاستثمارات والإصلاحات الصحية والإدارية في جلسة رقابية شاملة وفاة و14 إصابة بحادث تصادم على شارع ال100 في إربد
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ياسمين الشام يقطر دما

ياسمين الشام يقطر دما

26-06-2012 11:39 AM

مناظر الدماء والدمار أيقظت مضجعي وأقلقت راحتي ولم تدعني أنام فتنام جروحي معي... فالدموع حائرة في عيوني ويعتصر قلبي ألما وحرقة وتسكن الغصات صدري لما آلت إليه حالك يا شامنا الحبيبة... وأنت التي لطالما كنت وجهة لمن يبحث عن الراحة والحضارة ... وعن المجد والتاريخ... وعن الإستمتاع بالسهول والجبال والمياه العذبة والوجوه الحسنة المبتسمة واللقمة الشهية غير مرتفعة التكاليف، لطالما كنت متعة للزائر الذي يشتاق إليك قبل أن يغادر أرضك الطهور لأن أهلك يقولون أن من يشرب من مائك لا بد أن يشتاق لك ويعود، كم مر فوق ترابك من جنسيات وشعوب وأفراد وقبائل وحضارات وأنبياء وصحابة وأتباع، كم خرجت لنا من قادة في العلم وأقطاب في الدين في الوقت الذي لم يكن غيرك يعرف المدارس والجامعات... فقد كان يشتم كل من يمر فيك ويمشي في حاراتك القديمة عبق الماضي الجميل ويتذوق طعم الأصالة ويثمل من رائحة الياسمين المزروع على أعتاب البيوت العربية القديمة، كنا وكان غيرنا الآلاف أو قل الملايين نحتار عندما نتوجه إليك أين سنقضي أيامنا فأنت جميلة من رأسك حتى قدميك، فمن درعا السهول والخيرات إلى السويداء الجبل وسلطان باشا فدمشق الأعرق والأقدم والأجمل وريفها حيث غوطات الجوز والثوار ضد الإستعمار ... إلى حمص العدية (فك الله كربها وكرب كل أخواتها) وتدمر التاريخ إلى حماه النوافير والصمود والإباء وإدلب الجبال والمياة والطبيعة الخلابة إلى اللاذقية فالشاطىء الأزرق وأم الطيور... وطرطوس وجزيرة أرواد وبانياس والشاطىء الساكن الخلاب... وإلى الشهباء حلب والرقة والدير وغيرها الكثير، كنت تتعبينا بالإختيار كما نتعبك نحن بالخذلان والتجاهل الآن، كنت تحيرينا من جمالك ونحن الآن نحيرك بجبننا وقباحة صمتنا، كانت الأيام تمر سريعة علينا من فرط سعادتنا بك وفرحتنا أننا فوق أرضك يا شام وكل سوريا شام وها هي الأيام تمر بطيئة كئيبة وثقيلة على أحرارك يا شام.

أقولها بكل مرارة وأعترف أننا والعالم أجمع قد خذلنا الياسمين وتنكرنا للحارات القديمة وتنصلنا من النواعير وسرنا كمياه العاصي بعكس ما كانت تتوقع منا شامنا الحبيبة، وحمصنا العدية التي أذاقت العالم "حلاوة الجبن" فأذاقها العالم مرارة الجبن والخنوع، لا أدري بأي وجه سأنظر إليك يا حبيبتي وبأي حجة سأبرر خذلاني لك، وكيف ستطيعني نفسي أن أمشي فوق ترابك ثانية ورائحة دماء الأحرار الزكية ستكون معششة في كل أرجائك... أعرف أن قلبك كبير وأنك ستسامحيني عن جبني وعن صمتي ولكن أقسم لك بمن رفع السماء بلا عمد أنني لا أقوى إلا على الكلام والدعاء... فحكامنا قيدوا أيدينا وأغلقوا الحدود وأصموا آذانهم عن صرخات الحرائر من أخواتهم السوريات وعن بكاء الأطفال الذين ييتمون كل يوم... عذرا يا شام وكل سوريا شام فأنا عربي مقيد الحرية ومكمم الفم أحاسب على الكلمة وعلى الحركة بل وعلى النية أيضا وإطالة اللسان.

حبيبتي سوريا بعد الإعتذار الخجول أقولها لك بيقين الواثق بوعد ربه جل جلاله إن الظلم وإن طال لن يدوم وإنه إلى زوال بإذنه تعالى ولكني أسأله جل في علاه أن يعجل الفرج والنصر والتمكين لأحرارك لأن الحرة مثلك لا ترضى بالقيد والعبودية، وكما قلت فإننا كنا نستمتع بكل شبر من أرضك النازفة الآن وكان كل ما فيك جميلا إلا ذلك النظام العفن الذي يجثم على صدرك... فالله أسأل وأرجو أن يزيحه عنك عاجلا غير آجل لكي تعود البسمة على محياك من جديد؛ لأننا اشتقنا لرائحة الياسمين الندي غير الممزوج بدماء إخواننا الأبرياء الذين دافعوا عنك وعن كرامة الأمة... وأسأله جل جلاله أن يعجل بفرجه ونصره لك ولإخواننا في سوريا وأن يحقن دماءهم ويستر أعراضهم ويشفي جرحاهم... وأن يؤيد وينصر ويأخذ بيد كل من يدافع عنك وعن الحق والحرية والكرامة فيك وأن ينصركم على من غره الكرسي وأعمت قلبه الطائفية الحاقدة ومن أيده وسانده على الباطل إن ربنا ولي ذلك والقادر عليه، وأختم بالجملة الأصدق والأكثر تأثيرا في نفسي والتي يناجي ويستغيث بها الأحرار في سوريا ربهم سبحانه وتعالى وأقول: "يا الله مالنا غيرك يا الله" يا رب فكن لهم ولنا عونا ونصيرا يا الله.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع