لقد قرأت بيان عشيرة الطراونة المؤازر والداعم لمواقف ابنهم وعميدهم رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة ، وقد استعرضت اغلب الأسماء الموقعة والتي تمثل رموز وممثلي وكبار عشيرة الطراونة ، كما وقد كان البيان بمنتهى الأدب والخلق والترفع عن الكيل بمكيال الحراك ، وتجنب الهبوط إلى مستوى ضحالة الشعارات والهتافات التي انطلقت ورفعتها بعض الحراكات في الكرك واربا بنفسي عن ذكرها .
أن الاختلاف بالرأي والموقف لا تفسد للود قضية ، كما أن الأدب في المعاملة يجب أن يظل باقيا ما بقيت الأزمان وتبدلت ، فيما تعتبر المعاملة بالمثل شريعة وعرف وقمة الدبلوماسية والدين على قاعدة : " العين بالعين " ، بينما يسير ما هو اعم واشمل وأكرم ، كالعفو عمن ظلمنا ، وهي مرتبة اسمق وأعمق ، ثم يأتي ما هو اعلي وأكمل ما ذكره الحبيب- صلى الله وبارك عليه وعلى اله – وكتابنا الكريم ، والله يحب المحسنين ، أي بالإحسان لمن أساء ، وهو خلق صعب لا يمارسه إلا الكبار !
لقد حمل البيان إشارة ولفت نظر للتوقف عن الإساءة ، ونحن مع عشيرة الطراونة في موقفنا شخصا وعشيرة ، وفي ذات الوقت نقول :لا مانع من المعارضة والحراك مهما كانت سقوفها ، ولكن بالالتزام بقواعدها وأدبياتها ولا ضير في معارضة القرارات والبرامج والخطط والسياسات ، وهو أمر واجب لا يختلف اثنان من أبناء عشيرة الطراونة أو أبناء الأردن فقط .
لا نقبل ولا يقبل احد الإساءة والشخصانية والهبوط إلى مستوى الردح والشتيمة لنثبت وجود حراكنا ،على طريقة : إنا أردح أذن أنا موجود ، واعتقد أن وجود الحراكات الايجابية الخضراء الربيعية الصافية غير الخبيثة أفضل من تلك السوداوية ، وتعد واجب وطني لحمايته من الفاسدين والموتورين وخفافيش الظلام ، وهنا مصلحة الوطن تتقدم علينا جميعا .
لم يدافع بيان عشيرة الطراونة – لا سمح الله - عن فساد كائن من كان ، ولم يتحدث عن ولاء أعمى ، وانتماء عشائري ضيق ، ولا عن قرارات خاطئة ، بل أطلق إشارة واضحة كردة فعل على تصرفات بعض حراكات حصلت في الكرك ، ولفت إلى إن هناك خرق حصل- ودون ذكره - لقواعد وأدبيات المعارضة يجب الالتزام بها ، وهو أمر نؤازره ونؤيده ، ولا يمنع أن نعارض قرارات عديدة للحكومة وسياساتها ، بينما نحترم شخص الدكتور فايز وعشيرته واسمها وهي من اعرق وأفضل القبائل الأردنية المشهود لرجالاتها بالبطولة والشهادة والكرم والولاء ومنها قيادات مشهورة لها دورها في تاريخ هذا البلد .
يقول رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث 1970-1974 : لو أن رجالات السياسة كانوا يعيشون على مديح الآخرين وشكرهم لهم لكانوا جميعا اعتزلوها وطرقوا أبوابا أخرى للعيش .
ويسجل للدكتور فايز إقدامه وجرأته في تحمل المسؤولية رغم إحساسه ومعرفته في مثل هذه الظروف الصعبة التي تسقط زوابعها اكبر القامات ، ولكن الوطن يحتاج إلى الرجال الرجال ولا يضحي إلا الرجال الرجال ، وقد عايشنا الرجال الرجال أمثال وصفي وهزاع الذين دفعوا ضريبة عالية كانوا يعون الثمن قبل موافقتهم على أن الموقع تضحية ومسؤولية قد يدفع المخلص حياته ثمنا له وليس تحقيقا لذاتية أو مصلحيه ضيقة وقد حصل وقضى وصفى وهزاع ثمنا لحب الوطن ومضى آخرون لمدافن مزبلة التاريخ خيانة وفسادا .