قبل ايام كنت استمع لراديو بي بي سي وقد تم بث برنامج صحي حول علاقة السياسة والصحة النفسية وكيف تؤثر ممارسة السلطة على الصحة النفسية للساسة عموما فتاكدة لدي القناعة الراسخة بأن هناك رابط عجيب بين اولئك الذين يعملون في السياسة والادارة وبين مقدار الجهد العصبي الذي يتعرض له هولاء بسبب الضغوط النفسية على جهازهم العصبي،حيث تزداد نسبة الاصابة بالامراض النفسية بين هذه الفئة من المديرين واصحاب السلطة حيث يتبدى لهم مع مرور الزمن انهم اصبحوا الهة من حيث انهم لايخطئون وتاليا يتوجب على من حولهم عبادتهم فلا اعتراض ولا جدل ولا حتى استفسار او شيء من ذلك بل وجوب الطاعة العمياء والتي هي يجب ان تسود.
فمن هنا تبدأ رحلة المرض النفسي مع بعض هولاء السادة الموقرين اصحاب السيادة جزيلي الاحترام والتقدير والتبجيل فهم لا يعرفون ان فن الادارة الناجعة يكمن في القدرة على التواصل بين الرئيس والمرؤسين في سلم هرمي وظيفي متناسق من الاكفاء من الاعلى الى الادنى فلا اختزال للسلطة في مركزية لا متناهية في الاستحواذ.
وبعد اصابة الرئيس (المسؤول) بالمرض النفسي تبدأ علامات ظهور المرض من خلال سلوكيات وتصرفات غريبة الاطوار عن منهج العقلاء ودروب الاصحاء تتمثل في فقدان الثقة والشك والغيرة والحسد والعديد من الافات النفسية المدمرة.
ان المشكلة الكبرى لا تكمن في سلوكيات هولاء المرضى بل ان المشكلة والطامة الكبرى تكمن في السماح ببقاء هولاء المعاتيه تحت سدة اركون السلطة المظلم فلا يرون احد يستطيع ان يوقفهم ولا احد يستطيع ان لا يراهم و متى تكلمت الجماعة ضده يجري لهم ما يمكن تسميته بالابادة النفسية الجماعية والابادة تكون لكل الاسوياء الخاضعين لحكم كل المعاتيه في السلطة فلا حل في انتقل هولاء الى بقعة اخرى لانهم ينشرون الداء اينما حلو وحيثما سكنوا ولا دواء لهم الا بالبتر من اصل الشجرة.رئيس تحرير نورسايت