حمد يبارك لعودة بتخرج ولده من جامعة مؤتة، وزيد يعزي عبيد بالفقيد الغالي والكوافيره سحر تعلن عن تخفيضات لحمام الزيت، كل هذه عينات ليافطات تجتاح سماء مادبا بشكل يومي لدرجة أني قرأت يافطة لحراك مادبا تعلن عن فعالية مسائية. السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا منظر حضاري لمدينة عمرها آلاف السنيين ويأيتها الزوار من كل إصقاع الأرض لزيارة كنائسها وأرضياتها الفسيفسائية.
الا يوجد في الأردن من يحكّم العقل والذوق لإنهاء هذه الظاهرة التي كست المدن الأردنية بحبال غسيل ويافطات مزركشة لا تليق بهذه المدن العريقة. ما هذه البلديات الفاشلة التي تعطي الترخيص لتعليق اليافطات اينما كان ووقتما كان. الا يكفينا الشوارع القذرة والجدران الملطخة بالإعلانات، وهل صرفت الدولة الملايين على مشروع تطوير مدينة مادبا ووضعت خطة فنية للتقليل من الإزحام المروري وخصصت أجزاء من الأرصفة لإصطفاف السيارات، هل صرفت كل هذه الأموال من جيوب دافعي الضرائب لتوضع المدينة بأيدي رؤساء بلديات يعملون على تدمير موروثنا الحضاري ويلطخون صورتنا أمام المواطنيين والأجانب بهذا الشكل.
أقل ما يمكن أن يقال بأن هذا عيب وعلى الدولة، إن أرادت ان تحافظ على ما تبقى لها من هيبة، أن توقف مهزلة اليافطات في جميع أنحاء الأردن وخاصة في مادبا كونها مدينة الثقافة للعام 2012 وأي ثقافة هذه.