لا يشرفنا أولا أن يكون من يسكت على من يصفنا بالحمير مسئولا أو قائدا أو حاكما لنا .
ثم لا سمع ولا طاعة بعد اليوم لمن أوقف ملاحقة وليد الكردي، ومنع استرداد أموال شركة الفوسفات التي سرقها علانية ،والمقدرة بمئات الملايين من الدنانير، وكانت السبب مع غيرها من قضايا الفساد بتجويع الأردنيين ،وأذلت النظام الغافل وجعلته يتوكأ على عكاز الصدقات الخارجية ،لتلافي الثورة الوشيكة للجياع التي بدأت تزحف بصمت ،وبات الاشتباك الثوري على بعد باع أو ذراع من مواقع الكبار بعد الرفع المجحف للأسعار.
بدأ رأس الفتنة يطل علينا من برجي طوقان والكردي المشيدين .لكن سيدركهما غضب الشعب طال الزمان أو قصر، وقد انتهى الرجلان من استبدال عشق النظام كرها ومن إتمام أركان العصيان المؤجل ،ولن يفيد النظام إذا هوى (رش المصاري بالهبل ) الذي تقوم به الدوائر اللصيقة لاستئجار الولاء المؤقت ،بعد أن نضب مخزون الاقتناع الوطني بالوعود لتحسين الأوضاع المعيشية، وأصبح الادعاء بالإصلاح والتظاهر بالتغيير هشيما تذروه رياح الفاقة والجوع .
على مؤسسة الحكم تصحيح النظر وهي تطل باستخفاف على إرادة تنين الشعب المتململ والاستهتار بمشاعره ،وان لا تطأ ساحة كرامة الأردنيين وتقف بخندق من ارتد أو خان الأمانة ،فموقفها الخاذل واضح حتى للأعمى تمام الوضوح ،ومن السذاجة أن تحذو حذو الأنظمة الزائلة وتهدر وقتها وجهدها في محاولة تغطية الشمس بغربال ،في الوقت الذي تقترب فيه من الوقوف على شفير مرحلة صراع البقاء.
نعلم أن الجرح في كف النظام لكن عليه التضحية، فشرط استعادة الولاء والإخلاص هو ترك الظلم والقصاص العادل من الرجلين ، وإلا فنحن بانتظار ثورة عاتية من الطراز العربي الحديث كتلك التي أخذت أهل الأنظمة الظالمة بغتة وهم غافلون