لماذا كتب على أمتنا أن تكون فعلا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟, وهل لا تزال أمتنا خيرأمة أخرجت للناس؟, ولماذا كتب علينا التمسك بالتخلف والرجعية والعيش في قرون ما قبل الجاهلية؟, ولماذا كتب علينا أن نعادي بعضنا بعضا وأن نكون تبعيين الى أبعد الحدود؟, والى متى سنحصل على استقلالنا السياسي والفكري والخلقي والاجتماعي؟, والى متى سنظل نحترم ما جاء في الاية الكريمة"ولا تقربوا الصلاة", دون أن نكملها؟.
هذه مقدمة لردي على ما بذر من أقوال بذيئة ومهينة صدرت عن ضاحي الخلفان قائد شرطة دبي الذي واصل هجومه الشرس على جماعة الإخوان المسلمين منذ إعلان الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية كأول رئيس مدنى منتخب بإرادة شعبية، واصفا الثورة المصرية أنها تمت بمساندة إيرانية، وأن ما حدث من فوز لمرسي هو "سايكس- بيكو" جديدة، مهددا الإخوان عبر تغريدة له على تويتر قال فيها:" يا إخوان اعلموا علم اليقين أنكم إذا بقيتم هكذا تسبون وتقذفون وتوبخون وتهمزون وتلمزون وتحتقرون وتكفرون وتفجرون..فلن تجدون ما يسركم".
ويذكر بأن خلفان كان قد عزى الأمة العربية والإسلامية على تويتر بسبب فوز الدكتور مرسي، قائلا:" العزاء للامة العربية والإسلامية بفوز الإخوان فإنهم ليسوا من الإسلام في شىء استخدموا الدين ولم يخدموه"، وتابع عبر عدد من التغريدات عن رأيه فى فوز مرسي، حيث قال:" تقدم مرسي تراجع لمصر"، و"فوز الإخوان يوم شؤم وكارثة على المصريين والأمة العربية والإسلامية"، و"يحرم عليه..أن نفرش له سجاداً أحمر"، و" سيأتي الخليج حبوا" فى إشارة للرئيس المنتخب محمد مرسي.
لست من أنصار جماعة الاخوان المسلمين والاسلاميين ولا من أنصار أية جماعة اسلامية, ولكن أحترم الديمقراطية وأنبذ الدكتاتورية والحكم الجائر, فمصر, أكبر دولة عربية حكمت على مدار عقود من الزمن بشكل دكتاتوري على أيدي دكتاتور فرعوني لم يتم انتخابه, وقام هو وجماعته بسرقة خيرات البلد التي أصبحت تعاني من الفقر والجوع والمرض والبطالة..دكتاتور كان يشحد ويتسول من بلاد الخليج وأمريكا ليسرق وينفق هذه الأموال لصالحه ولصالح حاشيته, وها هو التاريخ قد اتخذ قراره العادل, فتم اسقاط نظامه وحوكم محاكمة نزيهة وصدر الحكم بحقه وكان الحكم عادلا ومنصفا.
وفي نفس الوقت كنت من معارضي دخول شفيق العراك الانتخابي في مصر كونه يمثل امتدادا للنظام البائد, ولكن حدث ما حدث وفاز مرشح الاخوان, ومن هنا علينا احترام نتيجة الانتخابات, لأننا بذلك نكون قد احترمنا قرار الشعب المصري.
ان ما صدر من تصريحات محقرة ومتعالية عن مسئول خليجي له مكانته الرسمية بحق رئيس دولة عربية كبرى تم انتخابه بصورة ديمقراطية, نعتبرها تصريحات مرفوضة جملة وتفصيلا, وتدل على أن من أطلقها يتجلى بهبوط مستواه على الصعيدين التفكيري والتعبيري, ومن هنا نطالب ذوي الشأن في دبي بمحاسبة من أطلقها.
لقد بارك لمرسي بنجاحه في الانتخابات العديد من زعماء الدول العربية والاسلامية والعالمية, وان كان البعض متحفظا,فمن أنت يا خلفان مقارنة مع هؤلاء؟.
ورحم الله الامام الشافعي حينما قال:اذا سبني نذل تزايدت رفعة و ما العيب الا ان أكون مساببه..ولو لم تكن نفسي علي عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه..ولوأنني أسعى لنفعي لوجدتني كثير التواني للذي أنا طالبه..ولكني أسعى لأنفع صاحبي وعار على الشبعان ان جاع صاحبه.
وقوله أيضا:يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا..يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحتراق طيبا.
وفي النهاية نقول لقائد شرطة دبي, ان تصريحاتك لا تمثل شرفاء بلدك وشرفاء دول الخليج, وانها تصريحات ليس لها مكان أجدر من مواطئ الأقدام.
حمى الله كافة شعوبنا العربية ومنحها قادة شرفاء بامكانهم قيادة السفينة الى شاطئ الأمان, والنصر حليف الأحرار.