زاد الاردن الاخباري -
الصياد: لماذا تركتيني وحيدا ايتها الحمامة الجميلة ؟هل قصرت في حقك او ظلمتك اخبريني؟ ام اني قطعت عنك زادك؟
الحمامة:لا يا سيدي ولكن قررت ان اهاجر في اسراب الحمام مع ابناء جلدتي فالموت رحمة مع الجماعة ولا اريد ان اموت غريبا. وقد سئمت الحياة بين بني البشر اريد ان احلق بعيدا.
الصياد: وهل تسمين هذا النعيم الذي اقدمه لك جحيم؟ اشرحي لي اكثر فكلي آذان صاغية لقد سئمت الحياة بعدك.
الحمامة: لقد عثتم في الارض الفساد تسرقون المال وتنهبون مقدرات الدولة وتفسدون في الارض ونحن الحمام عكس البشر تماما.
الصياد؟كيف ذلك ؟
الحمامة: نحن نحب السلام والعدل والمساواة والصدق والامانة وحب الخير لاسراب الحمام وانتم تقتلون بعضكم البعض .نحن نحب بعضنا البعض وانتم نفوسكم مريضة تنغل بالحقد لا تعرفون الوفاء على عكس الحمام فنحن الحمام متعاونين نشد أزر بعضنا وندافع عن الضعيف والجائع والمحروم ونحذر سرب الحمام من الصيادين والاعداء الذين يريدون قتلنا وذبحنا.
الصياد: الهذه الدرجة انتم متحابين؟
الحمامة: اكثر ما تتصور يا سيدي واذا جاعت حمامة نسرع لاطعامها بينما انتم تنهشون لحم بعضكم وتأكلون مال اليتيم والضعيف لا يوجد عندكم تكافل او رحمة فنحن الحمام نزور المريض وننصر المظلوم ونبر والدينا ونعيد الحقوق لاصحابها ولا نسرق ابدا.
الصياد: واذا جعتم فماذا انتم فاعلون هل تتركون اولادكم يموتون؟
الحمامة: لا يا سيدي لا نسرق فالرزق على الله ومال الحرام ليس فيه بركة.
الصياد: هههههههه ايتها الحمامة الجميلة ارى لسانك منطلق اليوم فهل حريتك مكبوتة عندي في هذا القصر؟
الحمامة: وهل تسمي العبودية نعيما؟ اجل يا سيدي فنحن لا يوجد في عالم الحمام كبت للحريات فكل حمامة تعبر عما يجول بخاطرها وهي تطير في الفضاء تسبح للخالق دون مراقب او محاسب من بني البشر ونسمع لبعضنا البعض اما انتم فآذانكم ترفض وتأبى السماع ولا تتقبلون النقد وتكبتون اولادكم وهم صغار فيخرجون للمجتمع مهزوزين نفوسهم ضيقة ويصابون بالاكتئاب والامراض المزمنة على عكسنا تماما فنحن اقوياء صحيحي الجسم والبنية لا نعاني من شيء لاننا لا نكبت ابناءنا بل نعطيهم حرية التفكير والتعبير ونجلس معهم في العش في وقت القيلولة ونسأل عن احوالهم واوضاعهم بينما انتم عكس ذلك فالاب يقسو على ابنه ويضربه ويحرمه من حقه في الاختيار او التعبير عن رأيه واذا عاد الاب من عمله تراهم يختبئون وراء السرير او في غرفهم خوفا من جبروت الاب واذا وقف الحمام على شباك المنازل يسمع العويل والصراخ والضرب والشتم فنحلق بعيدا مهاجرين في الفضاء من شدة الخوف.
الصياد: معك حق ايتها الحمام الزاجل لقد أجدت الوصف ولكن ما ذنبي انا الا توافقين على البقاء؟
الحمامة: لا لا يا سيدي اريد حريتي وأطلق يدي .الطيب يا سيدي بروح برجل الفاسد هكذا علمتني امي رحمها الله وأحسن اليها.
الصياد: وانا من سيبقى معي هل ستتركيني وحيدا؟
الحمامة: ولماذا انت وحيد يا سيدي فابناءك حولك وايضا احفادك يلعبون عل ظهرك.
الصياد: ابنائي تركوني وهجروني لا يزوروني من الحول للحول ولا يطمئنون على صحتي ولو بمكالمة صغيرة ألهتهم تجارتهم وزوجاتهم وانغمسوا في الملذات.
الحمامة: واحفادك؟هل يزورونك؟
الصياد: لم يزوروني منذ تركتني واذا سألتهم لماذا لا تأتون ييتسمون ويقولون علينا دراسة واشغال.
الحمامة: لماذا لا تشغل نفسك فالوحدة قاتلة لماذا لا تذهب وتعيش مع ابناءك فتكون قريبا منهم تتسامرون وتضحكون ؟
الصياد: انت تمزح!اذهب عند ابنائي مستحيل هذا! فعندما زرتهم قبل شهر كشرت زوجة ابني عن انيابها ولوت بوزها ولم تستنضف ان تسألني عن صحتي فهل تريد ان اعيش معهم في نفس البيت.ايه الله يرضى عليهم الولاد غاليين الضنا غالي ايتها الحمامة فهما كان الابن قاسي او عاق يظل قلب والديه عليه مثل الحجر .
الحمامة: وماذا عن دينكم الم يأمر الابناء على احترام الوالدين ورعايتهم والاحسان لهم في كبرهم؟
الصياد: لا لا, لا احد يطبق هذا الكلام الا من رحم ربي فالاولاد رموا آباءهم في دور العجزة من اجل خاطر عيون زوجاتهم.
الحمامة: ماذا قلت؟اليس عند الابناء شخصية تردع مثل هؤلاء النساء؟
الصياد: لا يا عزيزتي اصبح الزوج خاتم في اصبع زوجته تديره كيفما تشاء الله يرحم ايام زمان اليوم كل شي تغير وتبدل.
الحمامة: ليتني استطيع البقاء ولكن حان وقت الرحيل ولا بد ان اطير وداعا.
الصياد: لا تقولي وداعا بل قولي الى اللقاء وانا اعطيتك حريتك لكن اوعديني ان تزوريني.
الحمامة: طبعا طبعا وهل ينكر الجميل الا قليل الاصل اعتني بنفسك يا سيدي والله معك.وسأعود لزيارتك العام المقبل فهجرتنا طويلة
الصياد: الى اللقاء حفظتك السلامة ايتها الحمامة الوفية.
وفاء خصاونة