جاء حديث جلالة الملك مع التلفزيون الأردني واضحاً وايجابياً ومثالياً في توصيف المرحلة بشكل دقيق. وإذا جاز لي توصيف لقاء جلالته، فإني أعتقد أنه إجابة شفافة وشافية لسؤال واحد من ثلاثة فروع: "كيف كنا؟، وأين نحن الآن؟، وإلى أين نتجه؟".
كمتابع ومهتم تلقيت حسماً ملكياً بأن مسيرتنا مستمرة تصاعديا نحو الأفضل إن شاء الله. وحزماً بأن المواطن هو المحور الرئيسي لكافة خطط وبرامج التنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة، وعلى كافة الأردنيين أن يعوا تماماً دورهم الفاعل في تلك الخُطط والبرامج. ومن هنا جاء تأكيد جلالته بأن " الوطنية ليس مجرد شعارات وإنما هي العمل البناء والعطاء المستمر للوطن".
بلاغة ملكية عميقة تؤكد أنه لا يستقيم الانتماء الصادق ولا ينضج ثمره دون قرينة الإخلاص في العمل والصدق في المواقف، وأن يكون حبنا للأردن مترجم بأفعال نافعة. والقيام بما علينا من واجبات وألاّ ندّخر جهداً في خدمته ونُصرته بكل ما نستطيع ونملك من إمكاناتٍ وطاقاتٍ وقدرات واستعدادات. من خلال إدراكنا لأهمية دورنا الإيجابي والفاعل في استمرار مسيرة العطاء والبناء، والمزيد من الإخلاص في العمل، وبذل الجهود الكفيلة بتحسين الإنتاج وجودة المخرجات في مختلف المجالات والميادين العلمية والعملية. حتى نحقق مفهوم ارتباطنا بالوطن وصدق انتمائنا في أجمل صوره ومعانيه. ليكون الأردن المثل والأنموذج الرائع.
فلننهل من عذب ماء آل هاشم الذين يشهد لهم التاريخ بصدقهم في البناء والتعمير. فالأبواب مشرّعة أمام الجميع للمشاركة في صنع القرارات، ويبقى علينا أن نتجه للعمل والتعاون وتغليب المصلحة العامة وأن نضع على عاتقنا مهمة سد الباب أمام التأثيرات الخارجية المشبوهة وأصحاب الأجندات "الممولة". وعلينا جميعاً أن نتعامل مع دعوة جلالة الملك بمزيد من الجد والاجتهاد، حتى نواصل البناء والعطاء، وتعميق معنى الانتماء لهذا الوطن.