متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ، قالها عمر بن الخطاب منذ قرون ومع ذلك لازلنا نمارس عبودية الإنسان ومن ابواب عدة ونضع لها مبررات واسباب كي نقنع أنفسنا بها ونجيز لأنفسنا الحق بهذا الإستعباد .
وبعيدا عن الخطاب الديني والعودة للواقع فحكومة سيرلانكا تطالب برفع راتب الخادمة السيرلانيكة إلى 250 دينار أردني شهريا ، وطبعا يلحق هذا الراتب أن هذه الخادمة غير معنية بتكاليف أكلها أو إقامتها أو مصاريف حضورها للبلد أو مغادرتها له ، أو شمات الهوى مع الأسرة وبحسبة بسيطة هذه الخادمة توفر في الشهر 250 دينار صافي دخلها وترسله للوطن .
وإذا قمنا بعمل حسبة بسيطة جدا لموظف أردني يعمل في البلد براتب الف دينار سنجد أنه لايستطيع أن يوفر منه ما يعادل توفير هذه الخادمة لمبلغ 250 دينار ، وهذه الألف سوف توزع على إيجار منزل 150 دينار واقساط مدارس شهري 250 دينار وفواتير كهرباء وماء 50 دينار وبنزين سيارة له 150 دينار وأكل وشرب وشمات هوى بباقي المبلغ وربما يكون مديون في أخر الشهر ، والناس سوف يقولون له راتبك يا رجل الف دينار أين تذهب بهم ؟ ويجيبهم بكل هدوء يا ريتني سريلانكيه كان وجدت في جيبي أخر الشهر 250 دينار .