ما حدث لمركز جبهة العمل الإسلامي في النزهة لابد من وضعه على رف التوتر الأردني في زمن الإعصارالعربي وليس الربيع العربي ، لأن الذي يجعل الأمور تسير بمسارات غير متقبلة من قبل الناس أن يقوم هذا الحزب بتعليق صورة الرئيس المصري على واجهة مبناه بصورة تذكرني بفترة الستينيات وحركات اليسار العربي عندما كانت صورة جمال عبد الناصر تعلق في كل مكان وزاوية للدلالة على أن مرحلة عربية قومية قادمة سوف تقود الوطن العربي للأفضل ، والنتيجة قيادات إستغلت السلطة وتوارثتها للولد الولد .
والأن ونحن في القرن الواحد والعشرين والإخوان يمارسون أسلوب اليسار ويقومون بتعليق صورة الرئيس الشعبي المصري مرسي على جدار مبناهم ، وربما يجد المتابع لتصريحات بعض الأحزاب حول ما حدث لمقر الإخوان في النزهة سيجده لايخرج عن أسلوب الإسترضاء ، وخصوصا أن معظم المقالات التي خرجت بعد تصريحات الملك الأخيرة عبر شاشة التلفزيون الأردني تشير إلى رأٍس النظام يسعى إلى إسترضاء الإخوان من باب أنهم حكموا مصر أم الدنيا ودولة القيادة للثورات العربية في الستينيات .
إذا هل فتح الملك باب إسترضاء الإخوان على مصراعيه لبقية التيارات الأردنية ، وأصبحنا نسير على قاعدة من يسترضيهم اليوم سوف يضمن مقعد له في الحكومة القادمة ، إذا أين المنطق في أن نقوم بتقليد ما حدث بمصر ونحن نعلم أن كل دولة لها خصوصيتها ومتغيراتها الديموغرافية والإقتصادية والسياسية التي لايمكن أن تتشابه مع غيرها من الدول ، والتجربة المصرية لايمكن أن تطبق في أي دولة عربية أخرى وبالذات الأردن .
لنقف لحظة ونعيد ترتيب أمورنا وعلى قاعدة أن مصر للمصريين والأردن للأردنيين ولايمكن لنيل مصرأن يعبر صحراء الأردن ؟