هذه خلاصة ما يحدث في الأردن ، أخذنا من الربيع العربي الأخير الفتافيت وأقنعنا أنفسنا بأننا أصحاب المبادرة في هذا الربيع وأننا سبقنا الجميع وأن الربيع لدينا جاء من قمة هرم السلطة وان هذه القمة هي صاحبة المبادرة ، وهذا الأمر يذكرني بلوحة إعلانية وضعت على طريق المطار في عام 2005 تقول ( مملكة الأمن والأمان ) وعندها وضعت يدي على قلبي وقلت الله يستر هذا البلد لأن المسؤولين فيه قد تجاوزا كل منطق وأمنوا للدهر ، وبعدها بأشهر قليله تعرضت عمان إلى حوادث التفجيرات المشؤمة وتم نزع اللوحة عن الطريق .
والأن نعيد الكرة من جديد من خلال ما يخرج علينا به السياسين من تصريحات تقول أننا وصلنا إلى نهاية سعيد للربيع الأردني من خلال ما تم من تعديلات على الدستور وقانون الانتخاب وغيره من معيقات الإصلاح السياسي ، وعلى أرض الواقع والمعاش لدى المواطن لاشيء جديد على ساحة الربيع الأردني أكثر من مهاترات سياسية لرجال يقدمون أعذارا أقبح من ذنوبهم حول عدم تحقق ما يريد الشعب من الإصلاح .
وفي الأردن الأن لدينا شيء أسمه الماء أو ثورة الماء وهي التي جعل الله منها كل شيء حي ، ومع ذلك الناس عطشى وبركة السباحة ممتلئة والمسؤول يصرح أن الشكاوي بالحدود المسموح بها دوليا ، وبالتالي لايوجد لدينا مشكلة في نقص الماء كما قيل لنا سابقا ولاحقا أنه لايوجد لدينا مشكلة في الإصلاح أو في الأمن والنتيجة تفجيرات عمان وقانون إنتخاب أرجعنا للمربع الأول من الربيع الأردني .. إذا لاتوجد مشكلة ماء لدينا في البلد وما نشاهده على أرض الواقع هو مجرد حالات فردية لاتستحق النظر اليها أو إعتبارها بدايات لشيء أسمة ثورة الماء الأردني عوضا عن الربيع الأردني الذي أصابه الجفاف منذ الشتاء الماضي ، إذا يوجد لدينا نصف كأس من الماء فارغ سواء شاهدنا النصف الممتلء عند الأخرين أم لم نشاهده يبقى لدينا نصف تنك الماء على السطح فارغ أو ربما فارغ تماماً ؟