لا أعرف مازن سنقرط، رئيس مجلس إدارة شركة القدس القابضة، ومعرفتي به سطحية عابرة، ولذلك حكمي عليه، قد يكون تعسفياً ويحتمل الصواب أو الخطأ، ولذلك أقدر أننا من مدرسة واحدة، رغم أنني لست رجل أعمال مثله، ولكن المدرسة التي تجمعنا هي تلك التي تتعلم من اليهود والصهاينة، ماذا فعلوا كي تكون إسرائيل، وماذا قدموا للحفاظ على بقاء إسرائيل قوية مدعومة، وتدعو مدرستنا إلى أن نتعلم ونعرف كيف يمكن لنا استعادة فلسطين وانتصار قضيتها وحضورها.
مازن سنقرط، ليس سياسياً محترفاً، ولكنه رجل أعمال ناجح، أدرك بالملموس أن فلسطين ليست كلاماً وشعارات – رغم أهميتها – ولكن بقاء شعبها فيها بعد طرد نصفه خارجها، يحتاج لعمل، والعمل هنا يتطلب المزاوجة، بين متطلبات الهدف وتحقيق النجاح بل والربح، بالمعنى الاقتصادي الاستثماري للكلمة، وبالتالي ربط الانتماء بالمصالح، نتاجاً للثقافة والوعي، وبالتالي ربط القدرة على تحقيق الذات وتحقيق النجاح والحصول على النتائج المضمونة اقتصادياً.
لم تكن الصهيونية مجرد فكرة خيالية، للحصول على وطن، عبر القوة، بل، أيضاً، عبر برنامج استثمار وبناء مؤسسات – برنامج سلام فياض الفلسطيني – وترحيل شعب أصحاب الأرض، وجعل أرضهم طاردة لأهلها، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي أدركه ياسر عرفات مبكراً يقوم على كلمتين لا ثالث لهما الأرض والبشر، احتلال فلسطين وطرد شعبها عنها، فكان اتفاق أوسلو يقوم على فلسفة استعادة الأرض وبقاء الناس في أرضهم ووقف الترحيل والنزيف البشري عنها، وعودة من يستطيع العودة (عاد 320 ألف فلسطيني بفعل اتفاق أوسلو التدريجي المتعدد المراحل) .
مازن سنقرط رجل أعمال، أدرك ضرورة التعلم من اليهود والصهيونية، وفعل ما يجب أن يفعله لفلسطين وللقدس بالتحديد:
أولاً ـ شركة القدس القابضة، شركة مساهمة عامة، وتعددية الشركاء يوفر رأسمال لا يستطيع شخص بمفرده توفيره، للاستثمار والبناء في القدس.
ثانياً ـ تقوم الشركة بتقسيم الوظائف والمهام والاستثمار مع شركات أخرى، وبالتالي ضمان توسيع قاعدة الشراكة وتوسيع قاعدة الفائدة، وتوسيع قاعدة البناء، وحصيلة ذلك تحقيق الأهداف والمصالح والتطلعات التي أقيمت الشركة والشراكة لأجلها وتسعى إليها.
ثالثاً ـ الاعتماد على القدرات الذاتية المتوافرة والمتاحة، فالفعل يجب أن يأتي من الذات قبل انتظار الآخرين والاتكاء عليهم، فثمة فعل إسرائيلي يحتاج لفعل فلسطيني يواجهه، فالاستثمار والصراع والقدس مفتوحة للطرفين، وثبت أن الفعل العربي والإسلامي والمسيحي متواضع ودون المستوى، ولذلك يحتاج الوضع لفعل مدني فلسطيني حضاري تنموي استثماري يؤدي الواجب ويحقق الأهداف، وهذا ما سعى إليه سلام فياض، وهذا ما يعمل لأجله مازن سنقرط والعديد من الشخصيات الاستثمارية المستقلة، صوناً لذاتها وانسجاماً مع تطلعات شعبها.