يقول المثل ما الذي جعلك تعرف أنه يكذب تكون الاجابة من كُبٍر حكايته ، وعندما يتخذ أحدهم صفة الكذب المستمر عند الناس يصفوه لك بأنه كذاب رسمي وهنا علينا أن نقف قليلا ونسأل من الذي جعل الناس يصفون هذا الشخص أو ذاك بأنه كذاب رسمي وإعطاءه الصفة الرسمية بالكذب ؟ .
وهنا والعلم عند الله ومن ثم عند أصحاب الولاية على الأمة أن صفة الكذب الرسمية لهذا الشخص تأتي من تلقاء نفسها ومن تاريخ العلاقة القائمة ما بين المسؤول الرسمي والمواطن وخروج هذا المسؤول أو ذاك بتصريح ما أو تعليق ما على حدث ما يحدث في زمن ما في هذا الوطن الصغير .. وتكون النتيجة أن هذا المسؤول الرسمي يكذب ، وأن صفة الرسمية بكذب هذا المسؤول أو ذاك تعود لأن جميع تصريحات المسؤولين توضع في خانة الشك بقها من عدمه عند المواطن ، حتى وإن أقسم هذا المسؤول اليمين العظيم كي يصدقوه ..وتكون نتيجة هذا اليمين أن يقول الناس .. قالوا للحرامي أو الكذاب إحلف ..فيقول جاء الفرج !.
والسر في هذه العلاقة القائمة على الكذب بين الطرفين تعود لأن المواطن لديه قناعة تامة أن هذا المسؤول أو ذاك لم يعيش يوما واحد من أيام الشعب بكافة سيئاته أو حسناته ، بل تجد هذا المسؤول أو ذاك يقوم بوصف ظروف معيشة هذا المواطن الصعبة من وراء الميكرفون أو وهو يقف وخلفه العشرات من المنتفعين من وقوفه ومن رضاه وبالتالي فهم يصورون له حياة المواطن بأنها تشبه حياته في كل ما بها من نعيم وخير وصفاء وراحة بال .
مما سبق عندما يخرج هذا المسؤول أو ذاك ويكون له تصريح سابق قبل جلوسه على مقعد المنصب يناقض كل ما يتحدث به بعد جلوسه على الكرسي تكون الجملة الوحيدة عند المواطن أنه ... كذاب رسمي .