أيها القراء الأعزاء: لقد غبت في الشهور السابقة عن وطني الحبيب الاردن الذي اعشقه واقبل ترابه وقد عدت والحمد لله الى ارضه الاصيلة فإستحضرتني تلك العبارات :
كلهفة الطفل لحضن امه الدافئ اعود اليك ... كطير حلق عاليا وأعلى احط على اكتافك واعود اليك يا وطني ، كمركب رسى على الشاطئ ... ياايها الكينونة والروح عدت اليك...
أيها الوطن المقدس .. عدنا شوقا اليك .. فكم جبنا بلادا وكم جبنا في سماوات غير سماك...
يامن هواك لايلزم ذكره فالحب فيك منع اللسان الحديث... يامن تربع على عرش هواي ولاوطن سواك صان الهوى فالحب فيك ولم يكن لاحد سواك....
وطني .. يامن ان غبنا يأتي الينا شوقا وان غضبنا يرضينا ...في كل رشفة ماء رشفتها لم اجد اعذب من ماءك.. وفي كل سماء مررتها لم اجد انقى من سماؤك .. في هواك تناغيم الحياة وفي ترابك حنان غامض يشدني اليك .... في ثناياك الوجود والخلود وفي جبالك الصمود ...
بحثت عن بقعة ارض تحتوني فعدت اليك بحثت عنك في جنبات وطرق غير طرقك فلم اجدك الا فيك .. بحثت عنك في قطرات المطر وفي شعاعات الشمس فلم اجد الخير والمحبة الا فيك ...
امطرت السماء بردا وغربة ووحشة فبحثت عن وطن ادفئ فيه فأخذني الحنين اليك ليأخذني لعطر هواك العليل يامن ينافس نسيمك ارقى عطور باريس ...يامن احتارت اعظم مقطوعات الاوبرا وارقى اوركسترا من صوت ربابتك ...
ياذو الاغصان اليابسة التي ازدانت وتباهت ونافست اشجار وبساتين اوروبا ..
وطني جلست على شواطئ خلابة فلم تسلبني المشاهد الا ان اكتب على الرمال اسمك وآه ..آه كم تمنيت ان ياخذني الموج اليك..
وطني انت البداية والمولد وعندما يدنو الموت ساحلم بوجهك قبل نهايتي ...
ردد الصدى ياموطني في غربتي لهفة وشوقا فكيف لا ياخذني الحنين اليك؟وطني ياشعلة القلب لانك كل شيء واجمل شيء واعذب شيء.
وطني فالعمر فيك لن يتكرر والحكايات فيك أكبر ادعو الله تعالى ان يحميك كلما رفع النداء الله اكبر ..