زاد الاردن الاخباري -
شارك جلالة الملك عبدالله الثاني الى جانب 13 زعيما عربيا في اجتماعات القمة العربية في دورتها العادية الثانية والعشرين.
واقرت القمة العربية, التي افتتحت امس في مدينة سرت الليبية, بمأزق العمل العربي المشترك, ودعت الى ايجاد مخارج للازمات والتحديات التي تعترضه ، ويرأس القمة القائد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر رئيس الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.
ويتصدر ملف القدس الى جانب ملفات ساخنة اخرى جدول اعمال القمة بعد ان تم افراد بند خاص للقدس في القمة على امل اتخاذ قرارات من شانها انقاذ القدس والاقصى من التهديدات والممارسات الاسرائيلية التي باتت تؤرق الشارع العربي.
ويحفل جدول أعمال القمة بالعديد من المبادرات من اجل لم الشمل العربي وعودة اللحمة والوئام العربي.
ويتغيب عن حضور اعمال القمة من الزعماء الذين تم تمثليهم بوفود رسمية رؤساء مصر والسعودية والمغرب ولبنان والبحرين وسلطنة عمان والامارات والعراق.
ويضم الوفد الأردني الرسمي للقمة رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، والمستشار الخاص لجلالة الملك علي الفزاع، ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور هاني الملقي والسفير الأردني في ليبيا محمد القرعان.
حضر الجلسة الافتتاحية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.
وقال امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الرئيس السابق للقمة في دورتها الحادية والعشرين في كلمة بمستهل الجلسة ان واجب الامانة الى جانب حق الامة وكرامة الاخوة من ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية يفرض علي ان اقول من فوق هذا المنبر ان العمل العربي المشترك يواجه ازمة حقيقية.
واضاف "لقد كنا نعرف ذلك من متابعة التطورات ،لكن مسؤولية رئاسة القمة العربية في الدورة الماضية اكدت لنا يقينا ما كنا نستشعره ونراه ، فقد توافرت امامنا الشواهد والادلة على ازمة عربية مستعصية لم يعد ممكنا تجاهلها او الالتفاف حولها".
واوضح ان القادة العرب امام خيارين الان "اما ان نترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به الى حيث تشاء ، او نقف وننبه الى ان هناك ضرورة للمراجعة واعادة النظر".
وقال "نحن لا نستطيع ان نخدع انفسنا او شعوبنا ،او نقف عاجزين امام مسؤولية التاريخ ،ولسنا نقبل او نرضى ان نتقدم اليكم اليوم او الى الامة من خلفكم بتقرير عن انجازات دورة رئاسية لمجلس الجامعة العربية شرفنا بمسؤوليتها ،ذلك لان هذه الانجازات لم تتحقق وأية نتائج توصلنا اليها لم تكن مرضية".
واضاف "اقول بمسؤولية الحق والحقيقة ان لا هذه الدورة ولا غيرها سابقة عليها او لاحقة لها يمكن ان تكون ناجحة او مجدية في ظل هذه الاوضاع .
ونحن لانريد القاء المسؤوليات على الاخرين لانها اثقل من مسؤولية اي طرف ، ولا نريد القاءها على الظروف لان واجب الناس دائما ان يرتفعوا فوق الظروف ،وهذا ما لم يتيسر لنا حتى الآن" .
وتابع " هناك بالفعل ازمة تقتضي التبصر والمواجهة ، ومن جانبنا فاننا نقترح تشكيل لجنة اتصال عليا ، تعمل تحت اشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم اليه بمقترحاتها لحل ازمة العمل العربي المشترك ، بحيث يستطيع ان يتشاور مع اخوانه الملوك والامراء والرؤساء العرب لبلورتها ولتكون موضع نقاش خاص على مستواكم الرفيع وعلى مستوى كل التجمعات السياسية والشعبية لكي ترى الامة رايها وتتخذ قرارها وتواجه امور مستقبلها عارفة بالحقائق مقدرة للمسؤوليات".
وقال "لا فائدة من وجهة نظرنا في اتخاذ قرارات او توصيات او تبني مشروعات في ظل ازمة عامة مستحكمة تعطل الفعل وتغلق الطرق .
فهل تكفي القدس والاقصى قرارات الادانة ؟ .
وهل نقتنع نحن وتقتنع شعوبنا ان كل ما بوسعنا فعله هو الادانة والشجب ؟.
هل علينا فعلا ان ننتظر الرباعية بشأن القدس والاقصى؟.
هل يصدق احد اننا غير قادرين على رفع الحصار عن غزة ؟ وسلم امير قطر في ختام كلمته رئاسة القمة الى الزعيم الليبي معمر القذافي .
وقال الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمته امام القمة ان "المواطن العربي ينتظر الافعال والشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاما كثيرا وانا شخصيا تحدثت خلال اربعين عاما في كل شيء والمواطنون العرب ينتظرون منا نحن قادة العرب الافعال وليس الخطب".
واضاف ان "القادة في وضع لا يحسدون عليه لانهم يواجهون تحديات غير مسبوقة والجماهير ماضية في طريق التحدي للنظام الرسمي".
ودعا القذافي الى "عدم الالتزام بقاعدة الاجماع" في العمل العربي المشترك.
وقال "لم نعد بعد الان ملزمين بالاجماع واذا ما قررت اي مجموعة من الدول العربية شيئا تستطيع ان تمضي به لكي ترضي الجماهير اما اذا ارادت مجموعة أخرى ان تراوح مكانها فتستطيع ان تراوح".
وقال "نحن نتقدم من يريد ان يراوح مكانه هو حر".
واعتبر القذافي "ان المواطن العربي تخطانا (القادة) والنظام الرسمي اصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل الى هدفها النهائي".
من جهته طالب امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته القادة العرب بدراسة الخيارات المتاحة اذا ما فشلت عملية السلام.
ودعا القادة العرب الى مناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام.
وقال موسى: لامكان في محافلنا لإسرائيل طالما ظلت بعيدة عن السلام ورافضة للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وما دامت تعتبر نفسها فوق القانون وقطارها يسير معاكسا لقطار السلام.
واضاف ان هناك اصرارا عالميا متصاعدا على رفض الاستيطان الاسرائيلي وثمة رفضا عالميا للاخطاء التي ترتكبها اسرائيل وعلى العرب استغلال ذلك.
وكرر موسى دعوته الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي داعيا الى اطلاق حوار عربي ايراني لتحديد طبيعة العلاقات المستقبلية مع طهران.
وأوضح أن أي عملية سلام لا يمكن أن تكون مفتوحة بل يجب وضع أطر زمنية لها، مؤكدا أن لجنة المبادرة العربية في سبيلها لبلورة خطط بديلة لمواجهة الموقف.
من جهته طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمته امام القمة العربية في مدينة سرت الليبية اليوم القادة العرب ان "يساندوا الجهود لبدء محادثات غير مباشرة ومفاوضات مباشرة" بين الفلسطينيين واسرائيل.
وعبر كي مون عن اسفه لما حدث في خان يونس امس داعيا الى ضبط النفس مشيرا الى "ان هدفنا المشترك ان يكون تسوية كل القضايا النهائية في غضون24 شهرا.
واوضح الامين العام للامم المتحدة ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين "ينبغي ان تفضي الى عاصمة لدولتين في القدس" مؤكدا ان "الاستيطان غير الشرعي يجب ان يتوقف ومكانة القدس لدى الجميع يجب ان تحترم".
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمة القاها في افتتاح القمة انه من "ال جنون" ان تعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها.
واضاف ان وزراء اسرائيليين اعلنوا ان "القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل" مضيفا "هذا جنون وهذا لا يلزمنا اطلاقا".
واوضح ان القدس هي قرة عين كل العالم الاسلامي ولا يمكن قبول اعتداء اسرائيل على القدس والاماكن الاسلامية اطلاقا.
واضاف ان "بناء1600 وحدة سكنية في القدس ليس امرا مقبولا وليس له اي مبرر معتبرا ان انتهاكات اسرائيل في القدس لا تتلاءم مع القانون الدولي ولا مع القانون الانساني وهي لا تنتهك القانون الدولي فقط ولكن التاريخ ايضا.
من جهته قال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان في كلمة القاها في افتتاح القمة إن ما تقوم به إسرائيل بالقدس يعتبر تحديا للقانون الدولي ومخالفا لقرار التقسيم الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأضاف إن واجب كل مسلم نصرة القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين مبينا أن وضع القدس يستدعي وقفة حازمة استثنائية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية عليها في محاولة لتهويدها مشددا على أن القدس خط أحمر.
وأكد أن قضية القدس بحاجة ملحة لدعم مالي لمواجهة أنشطة الأموال اليهودية لبناء المستوطنات والاستيلاء على الأراضي في محاولة لتهويد المدينة المقدسة مبينا أن الدعم المالي يساعد على صمود أبناء القدس من الضرائب التي تثقل كاهلهم.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته امام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ان القدس وما حولها أمانة وضعها الله سبحانه وتعالى في أعناقنا وإن إنقاذها هو فرض عين علينا جميعا.
وأضاف إن القدس هي درة التاج وهي بوابة ومفتاح السلام ونؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب وكل حجر من القدس ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين ولن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس الشريف.
ودعا الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس مطالبا بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأكد أهمية أن تتقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني بصفتها قوة احتلال يتوجب عليها عدم المساس بالوضع في القدس.
وطالب بحشد الدعم العربي والإسلامي والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي خاصة لجنة القدس للعمل على وقف إجراءات إسرائيل في القدس ولتعبئة الرأي العام العالمي لوقف الاعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية وحمايتها والتأكيد على أن القدس الشرقية أرض محتلة وبأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيها باطلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين.
كما طالب بتقديم دعمٍ ماليٍ إضافي وبشكل عاجل من خلال صندوقي الأقصى والقدس ووضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس.
وقال الرئيس الفلسطيني ان إنقاذ حل الدولتين وما يتعرض له من خطر ومستقبلَ الأمن والسلام في المنطقة يتطلبان التحرك الفوري لإلزام حكومة إسرائيل بإعلان موقف واضح غير قابل للتأويل بقبول حل الدولتين على حدود سنة1967 وإلزامها بوقف أنشطتها الاستيطانية وفق ما نصت عليه خطة خارطة الطريق.
ودعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في كلمة القاها في افتتاح القمة الى انشاء اتحاد عربي لمواجهت التحديات الراهنة في المنطقة ومنها التعنت الاسرائيلي.
وطمأن الرئيس اليمني القادة العرب على الاوضاع المستقرة في اليمن.
من جانبه قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الدكتور عبد السلام التركي إنه مطلوب العمل حاليا لإعادة القضية الفلسطينية مرة أخرى على الأمم المتحدة بعيدا عن وسطاء ينحازون لطرف على حساب طرف آخر.
وأقترح اعتماد قرار من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ينشأ دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران1967 ويعتمد دخول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة.
وأوضح أن هذا الأمر يحتاج الى قرار عربي على أعلى المستويات يتبعه دعم إسلامي ومن جانب عدم الانحياز يخلق قوة دفع دولية تعزز من فرص تحقيق هذا الهدف.
وأضاف لا تزال القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في سوريا ولبنان تمثل أركان صراع امتد لما يزيد عن ستين عاما فشلت في حله وتسويته جهود دولية وإقليمية عديدة بسبب غطرسة الطرف المعتدي وعدم التزامه بقرارات الشرعية الدولية.
بترا