الملك في "طيبة الكرك"
كتب: النائب محمد راشد البرايسه
في "طيبة الكرك" كان المشهد رائعاً.. الملك متفقداً الاردنيين وأحوالهم وملبياً إحتياجاتهم.. وهي كذلك كل جولات جلالته بإنتظام ودونما أي إنقطاع.. يتلمس عن كثب أحوال الشعب ومصالحه، ويستمع الى معاناتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، ويتفقد على الأرض الإنجازات والتحديات في شتى ربوع الوطن، ويُسدي توجيهاته الى مسؤولي الحكومة والمواطنين ليهتدوا بها وهم يؤدون أدوارهم في خدمة وطنهم.
إن اللقاءات التي تجمع بين الملك والمواطنين بعفوية وتلقائية وفي مناطق اقامة المواطنين ومعيشتهم، تقدّم في الواقع صيغة الحوار المباشر لطرح العديد من الموضوعات والقضايا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها مما يهم المواطن في حياته وفي يومه وغده. وهي جلسات حوار مفتوحة مباشرة بين القيادة والمواطنين وبحضور الوزراء المعنيين ومسؤولي الأجهزة التنفيذية، تناقش خلالها بصورة عفوية وتلقائية القضايا التي تهم المواطنين بوجه عام.
وفي حين ترتبط أهمية هذه الجولات واللقاءات على نحو واضح ومباشر بالقيادة لتكون الرسالة واضحة وصارمة بأن الملك على علمٍ بكل شيء ومتابع لكل صغيرة وكبيرة، وأنه ليس هناك أي عائق أو حجاب حاجز بين جلالته والناس، وأن كل الجهات المسؤولة خاضعة للمراقبة والمتابعة. فإنها أيضاً ترتبط كذلك بما يطرحه الملك من آراء وما يتخذه من قرارات وما يوجه الى العناية به في هذا المجال أو ذاك، فإنه من الطبيعي أن تجد التوجيهات السامية طريقها الفوري والمباشر الى عقول وقلوب كل أبناء الوطن وعلى جميع المستويات.
يحق لنا أن نفاخر الدنيا ونباهي.. في الأردن نمتلك منهجاً ونمطاً فريداً للحكم يؤكد اللحمة الوطنية الراسخة بين العرش والشعب. ترجمة صحيحة وبلورة فعلية في صيغة متطورة لموروث هاشمي أصيل. بات سمة فريدة من سمات المشهد السياسي الاردني، وصيغة للتفاعل الدائم والمتواصل بين القيادة والمواطنين على امتداد هذه الأرض.