زاد الاردن الاخباري -
خاص – خالد عياصرة - لمن لا يعرف من هم البرامكة نقول: هم طبقة مخملية سياسية فارسية حاكمة، وجدت زمن الخليفة هارون الرشيد، تعاظم نفوذها وتضخم، لمستويات غطت على ما سواها، فحجبت الرؤية عن الخليفة، بل وشكلت خطرا عليه.
ولشدة خطورتهم، حشد كل طاقات وتوحيدت في سبيل إقناع الخليفة للتخلص منهم، لتتكلل المساعي بالنجاح في سنة 803 حيث أمر الخليفة بالقبض على جميع أفراد العائلة ومصادرة أموالها وممتلكاتها، فقتل البعض منهم، وزج بالبعض الأخر في غياهب السجون، لتعرف تلك الحادثه بـ"نكبة البرامكة".
إنتهت اسطورة البرامكة بعد قرار مفصلي حكيم من قبل هارون الرشيد، ليضع حدا لاسطورتهم داخل الدولة العباسية.
سبب ذكري لقصة البرامكة، هو تشابة الوقائع الدولة الأردنية اليوم مع وقائع الأمس التي عايشتها الدولة العباسية، من طرف سيطرة بعض العوائل والبيوتات التي نزلت على الشعب بـ"البارشوت" على كل مفاصل الدولة، حتى باتت تطغى في قراراتها على قرارات الملك، بل وورطت الملك في الكثير من الأمور، وأفشلت الكثير من الرؤى الملكية، في سبيل الحفاظ على إمتيازاتها وسلطاتها.
هؤلاء للأسف الشديد يقبعون على صدر الديوان الملكي بحيث يتحكمون في كل شاردة وواردة تصل إلى الملك، فيعملون على منعها ودفنها وإيصال ما يرغبونه وما يرونه مناسبا، ليبنى القرار وفق وجهات نظرهم، ورغباتهم، ومصالحهم، بعيدا عن رغبات الشعب.
هؤلاء يحاربون كل ما هو أردني الأن وبكافة الاسلحة !!
من أجل هذا، صرنا نحلم بنشوء ثورة داخلية في الديوان الملكي، يقودها الملك بنفسه، كون الإصلاح لابد وأن يطلق أولا من قواعد الديوان، وهذا لا يكون الا بالعمل على إسقط برامكة القصر، وإستعادة زمام المبادرة، فالأردن لم يعد قادرا على الإحتمال والشعب لم يعد قادرا على الصبر، وفجر الف ليلة وليلة طال انتظارة.
فهل سرق الديك، هل قتل، ام تراه غط في نوم عميق !!
خالد عياصرة
KHALEDAYASRH.2000@YAHOO.COM