ليست هي المرة الأولى التي أكتب فيها عن فيلم تسجيلي , فالأفلام التسجيلية بطبيعتها تستهويني وأجد فيها الكثير مما لا أجده في الأفلام العادية , و " فخور بأني عربي "هو إسم فيلم قصير مدته ست عشر دقيقة يتحدث عن (الربيع العربي ) الذي حل علينا منذ نهاية 2010 وما زالت تداعياته لم تنته حتى الآن
ومع أنه من الصعب أن نقول بحق أننا في هذه الفترة من التاريخ فخورون بأننا عرب بسبب النظرة السلبية للعالم تجاهنا إلا أنه يتوجب علينا دائما أن نقول ونؤمن أننا فخورون بأننا عرب ..
ومع ان الفيلم ليس ذو مستوى عال فنيا إلا أن القائمين عليه يستحقون الشكر , فكل محاولة ايجابية تستحق الشكر بغض النظر عن مستواها , والإنسان الذي يعمل هو خير من الإنسان الذي لا يعمل ولا يحاول ....
فكرة الفيلم التسجيلي بسيطة ولا تتعدى كون العزيزي التونسي كان هو المحرك لهذه الثورات التي اندلعت بعد ظلم وظلام طويل اصاب ويصيب الشعوب العربية جميعها من المحيط الى الخليج ...
ولا أظن إلا أن معظم الشعوب العربية تتفق أن الزعماء العرب من المحيط إلى الخليج هم السبب الرئيسي للإنحطاط الذي وصلت إليه الأمة , وأن هذه الأمة بقيادة واحدة أو حتى بقيادات متعددة أخرى تستطيع أن تكون في مصاف الدول الكبرى ذات التأثير في العالم إن لم تكن الدولة الأولى في العالم ..
والأغلب أن هناك اتفاق حتى لو كان غير معترف به( بسبب الأوضاع العربية المؤلمة) , أن هناك أمة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج مع وجود أقليات فيها , وأن هذه الأمة يجمعها دين مشترك ولغة مشتركة وعادات متقاربة , ,وأن هذه الأمة يجب أن تكون متحدة تحت علم واحد وجيش واحد وحاكم واحد
ومع أن هذه الأفكار كانت من المسلمات قبل خمسون عاما إلا أنها أصبحت من الأحلام والمهاترات في عصرنا الحالي , وهذا كله بسبب الكيان الصهيوني الذي لا يتعدى الخمسة ملايين شخص والذي إستطاع سحق ثلاثمائة مليون عربي نفسيا وعسكريا واقتصاديا واحتلال بلادهم وتشريدهم , ولن يستطيع دارسي التاريخ مستقبلا أن يجدوا تفسيرا منطقيا لهذا الحدث فهو غير قابل للتصديق . ولو قلنا للمستقبل ان الحكام العرب هم من أوصلنا إلى هذه الدرجة من الهوان بانقسامهم وتهافتهم على السلطة وتبعيتهم المطلقة للغرب الذين يحمونهم في مناصبهم , كل ذلك لم يكن ليكون كفيلا لتبرير الحضيض الذي وصلنا إليه , ومع أن الأندلس ليست بعيدة عنا وأن عدد الممالك فيها وصل أيضا إلى 22 دولة قبل أن يمحقها ويعيدها إلى صوابها القائد المسلم الموريتاني بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين ويعيد تصويب الأوضاع التي وصل اليها ملوك الطوائف , فنحن في العالم الأسلامي والعربي بحاجة إلى بن تاشفين جديد يعيدنا إلى صوابنا بعد أن أصبحنا أضحوكة الأمم وأصبحنا مهزلة للتاريخ ..
نعم أنا أحلم بدولة عربية كبرى من المحيط إلى الخليج تعيش بعزة وكرامة بين أمم العالم ويفتخر كل من فيها بحمل جواز سفرها ويتمنى كل إنسان على وجه البسيطة أن يكون أحد رعاياها ....