"ناجي علوش شاعر وباحث وناقد قومي عربي. ولد في مدينة بير زيت الفلسطينية، وتعلم في مدارسها. وبعد أن علم في مدارس الأردن سنة واحدة سافر إلى الكويت عام 1956 حيث وجد هناك تعاطفا مع مبادئه القومية العربية وأفكاره السياسية الثورية بين المغتربين العرب الآخرين. ركز علوش على دراسة الفكر العربي المعاصر، وكتب كتابه الأول"الثوري العربي المعاصر" عام 1960. كان الأستاذ ناجي علوش أحد قياديي حركة فتح وهو عضو سابق في المجلس الثوري للحركة، كان أحد من تمسكوا بالثوابت الفلسطينية بالإضافة لقيادته التيار اليساري الجذري في فتح، ترك فتح بعد خلافات مع ياسر عرفات والتيار التسووي في فتح، واثر تغير نهج فتح الثوري".
غيب الموت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد في العاصمة الأردنية عمان، الشاعر والكاتب والقيادي الفلسطيني البارز ناجي علوش عن 77 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وقد خلف علوش وراءه تراثا كبيرا من الفكر السياسي والأدب والشعر الذي يضاف إلى مكتبة تراث الشعب الفلسطيني . لكنه خلف تراثا لا يقل ضخامة وأهمية في ساحات النضال السياسي والعسكري ، وقبل كل شيء تراثا أخلاقيا عز نظيره اليوم وقد أصبح المناضلون يصنّعون من قبل"الجزيرة" و"العربية" كما تصنع الفراريج في فقاسات الدجاج!.
يعتبر علوش أحد أبرز مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في العام 1965 ، إلا أنه غادر صفوفها باكرا نسبيا بعد خلاف مع الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ، حيث رفض علوش دائما المساومات السياسية التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تلجأ إليها بقيادة "أبو عمار". ويعرف عنه أنه أحد رموز التيار الماركسي داخل حركة"فتح" التي ضمت تيارات مختلفة بما فيها "الأخوانية" و "القومية الناصرية" و"القومية البعثية".وكان ناجي علوش قد أصيب بشللٍ نصفي منذ أكثر من أربعة عشر عاماً وبقي يصارع حتى النفس الأخير، وفي الصيف الماضي تم تشخيصه بمرض السرطان، ولم يقعده ذلك عن الاستمرار في تبني النهج القومي الجذري، ومن التفاعل مع قضايا الأمة العربية، حتى اللحظة الأخيرة…وكما كتب في قصيدته “محاورة مع أبي الطيب المتنبي”: لليلِ رهبته..وبي شوقٌ إلي سفرٍ طويل..امتد فيه حيث لا تصل..العيون الزئبقية...ها قد نلت مرادك يا أبي.
وقد اكتشف أنه مصاب بالسرطان صيف العام الماضي. وكان من أبرز المواقف الجذرية التي اتخذها في أواخر أيامه هو "طرده" ابن اخته ، الكاتب سلامة كيلة ، من المنزل حين جاء للسلام عليه وزيارته بسبب " تنسيقه مع التيار الإسلامي واليميني ـ الخليجي في الثورة السورية"، كما أكدت لـ"الحقيقة" مصادر مقربة من العائلة في عمان. علما بأن سلامة كيلة كان أبعد للتو من دمشق بعد فترة اعتقال دام بضعة أسابيع لدى المخابرات الجوية.
سيقال إن علوش رحل بسبب السرطان ، لكن الكثيرين سيقولون إنه رحل بسبب "داء الخيانة" الذي فتك بالشعب الفلسطيني وثورته، وكان الراحل من أكبر المقاومين لهذا الداء الخبيث!.
ناجي علوشن ترجلت..اخيراً هي لحظة حالكة حين رحلت، هي حرب دامية تقودها ادوات العدو المحلية ووقودها فرق عديدة من المهمشين والمضللين من أربعة أرجاء كوكب يزني به راس المال ممتطياً بؤساء عُميانا حُقنوا بالمال وعصبيات دينية فتحولوا ادواتا لكل من يدأب لتقويض العروبة والإسلام والمسيحية الشرقية الأصيلة وكل المكونات لهذا الشرق العربي والكردي والأمازيغي والفارسي. غدوا في خدمة قوى أعماها التراكم، يقودها العمى لصالح التلمود والمحافظية الجديدة يهلوسون بان تدمير سوريا والعراق وإيران هي الطريق إلى فلسطين. يخرجون من فلسطين ليذبحو ويُذبحوا في دمشق ثم ليعودوا بعد هذا التدمير لتحرير القدس!. لقد قدمت كل شيء، وربما لمحت قبل ان تغمض عينيك الواسعتين العميقتين إلى الأبد بأنهم لن يمروا, فالفوضى الخلاقة صِيغت خصيصاً لضرب القومية العربية في تبرعمها الأولي في المقاومة والممانعة.
لا شك أنك حين بصقت على يسار استدعاء الإستعمار المعولم كنت مستنداً إلى دمشق التي تقاوم باقتدار..وقفت بقامة قاسيون تشير إلى ذلك الحريق وترى من تحته زهور المد الجديد.قضيت عمراً، لا كعمر الخونة والمرتدين، تناضل وتحلل من أجل العروبة والاشتراكية، وها أنت تغادر والتاريخ يعود ، وإن بطء، إلى سكته مبشراً بعروبة واشتراكية حلمنا بها جميعاً. سيدي، ليس شرطاً ان نحتفل كأفرد بالانتصار، فالانتصار هو بالمقاومة، أنت قاومت وانت منتصر فينا ونحن منتصرون بك في يوم ليس بعيداً.
من أبرز أعمال الراحل:
"الثورة والجماهير"(1962)
"المقاومة العربية في فلسطين" (1967)
"الماركسية والمسألة اليهودية" (1969)
"الثورة الفلسطينية أبعادها وقضاياها" (1970)
"مناقشات حول الثورة الفلسطينية" (1970)
"نحو ثورة فلسطينية جديدة" (1972)
"الحركة القومية العربية" (1975)
"حول الحرب الأهلية في لبنان" (1976)
"الوطن العربي : الجغرافية الطبيعية والبشرية" (1980)
"المشروع القومي من الدفاع إلى الهجوم" (1991)
"الديمقراطية : المفاهيم والإشكالات" (1994)
رحم الله فقيدنا الغالي وتعازينا الحارة الى ولده الدكتور ابراهيم علوش والى كافة أبناء شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية المناضلة وأحرار العالم أجمع..بفقدانه, نفقد قائدا ومناضلا وأديبا ومفكرا وشاعرا قلما تنجب الأرحام مثله..في وداعك يا مناضلنا نقول..لن ننثني يا سنوات الجمر واننا حتما لمنتصرون!!.