هل يتم إستبدال "كنترولية الباصات" بالبطاقات الممغنطة؟

زاد الاردن الاخباري -

في الوقت الذي تؤكد فيه هيئة تنظيم النقل البري أن عمل "الكونترول" على وسائط النقل العام غير قانوني ما تزال الحافلات العمومية (الكوستر) تستعين بهم لتحصيل الأجرة.

وفيما يعبر البعض عن استيائه الشديد لسلوكيات (الكنترولية) السلبية والتي وصفت بأنها لا تطاق والمطالبة بوضع حد نهائي لذلك، وان عملية تحصيل الأجرة يجب أن تكون فقط من خلال الحصالة او بواسطة بطاقة ممغنطة تعتمد لهذه الغاية، يؤكد آخرون على النقيض من ذلك اهمية عمل (الكنترول) واعتبروه عنصر سلامة ضروريا للركاب.

وقالوا ان ما يتمتع به (الكنترول) من سلوكيات تعد سلبية بنظر البعض لا يتعدى كونه متطلبات اساسية لعمل (الكنترول) خاصة وانه يتعامل مع مختلف الفئات من الركاب وذات طباع وسلوكيات متباينة ولمدة طويلة يوميا.

وفي الوقت الذي استهجن مواطنون التقتهم وكالة الانباء الاردنية (بترا) الدعوات التي تطلقها بعض الجهات المعنية بقطاع النقل بضرورة اعتماد المواطنين في تنقلهم على وسائط النقل العام.. يتساءل الكثيرون عن مدى جدية تلك الدعوات في ظل ما يعانيه هذا القطاع خاصة الحافلات العمومية (الكوستر) من سلبيات باتت منفرة لمستخدميها.

وفي جولة ميدانية لمندوب (بترا) للوقوف على واقع الحال والتي بدأت على اشارة طارق في منطقة طبربور شاهد التنافس الذي يقوده (كونترولية) باصين للاستحواذ على الركاب بالقوة وبألفاظ غير لائقة على مسمع الركاب وسط تساؤلات من يتحمل مسؤولية التحكم بتحميل أو عدم تحميل الركاب الى وجهتهم.. ولماذا الغياب اليومي لرجال السير على اشارة طارق رغم انها نقطة حيوية وتشهد حركة سير نشطة يوميا.

وفي مشهد آخر في إحد باصات خط الزرقاء الجامعة يعجز الركاب الوقوف الذي لم يحظوا بمقعد لهم عن ايجاد موطئ قدم لهم وسط هذا الزحام (المخالف) من الركاب، ألا أن المدهش في الأمر ما يحصل من مقايضة الباصات للركاب وسط الطريق ليضطر الركاب الى النزول من باص والتوجه الى آخر دون حفظ لكرامة الناس.

وعند سؤال احد الركاب ويدعى محمود مسلم عن تقييمه لحافلات (الكوستر) قال "ان ما اعانيه ويعانيه معظم مستخدمي هذه الحافلات من معاملة سيئة من الكونترولية والالفاظ النابية ومحاولة بعضهم مضايقة الفتيات اضافة الى عدم وصول بعضها لنهاية الخط والقيام بعملية بيع الركاب لباصات اخرى والسباقات المفتوحة بين تلك الباصات للاستحواذ على الركاب".

وتابع "ان الحل برأيه بسيط جدا وهو التزام الجهات المعنية بتكثيف رقابتها على خطوط الباصات ووضع حل لمشكلة (الكونترولية) ومنعهم من العمل على الباصات والاستعاضة بحصالة للأجرة او بطاقات ممغنطة، كما هو الحال في بعض الشركات على بعض الخطوط والأهم ان يسن تشريع يمنع عمل أي شخص على خطوط الباصات العامة الا بعد تصريح رسمي يؤهله لذلك خاصة على خطوط الجامعات".

المواطن محمود الخزاعلة قال ان طبيعة عمله اليومي تحتم عليه استخدام باصات (الكوستر) العمومية وعلى اكثر من خط، ولدى سؤاله على انطباعاته عن سلوكيات الكونترولية قال ان الركاب لا يدركون اهمية وجود الكنترول والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه فهو حسب رأيه صمام امان للركاب منذ صعودهم للحافلة وحتى نزولهم.

وأشار الخزاعلة الى شجاعة احد الشباب والذي يعمل (كونترول) باص على خط عمان البقعة حين انقذ بفضل بسالته وحسن تصرفه حياة جميع ركاب الحافلة وحال دون وقوع كارثة على شارع الملكة رانيا قرب نفق الصحافة بعد ان فقد سائق الحافلة السيطرة عليها نتيجة تعطل الفرامل فيها وقام السائق بالهروب منها وتولى الكنترول القيادة وتمكن من ايقاف الحافلة حيث تم تكريمه على اعلى المستويات.