حمزة عبدالمطلب المحيسن
البعض يعتقد ان الأردني دمه حامي فقط في حالات الغضب وهذا رأي مخالف لواقع حال الأردني وبخاصة عند التعبير الذاتي عن حالة الفرح ، فلو كنت في جاهة لطلب يد عروس ستشاهد بام عينيك بل و " ستنخزق " أذنيك من كمية وحجم الرصاص المنهمر من كافة انواع الأسلحة والمدرعات بإتجاه السماء بمجرد أن سمع " النشامى " كلمة الرد على الجاهة الكريمة " أفلحوا وأشربوا قهوتكوا " ، فدمنا الحامي وشعورنا المفعم بالنخوة والأصالة كأقرباء أو إصدقاء للعريس يحتم علينا هذا النوع من المشاركة النارية ، بل حتى في حفل غذاء الزفاف وعندما تبدأ " المناسف " بالهبوط على الموائد ويصيح " المعزب " في الحضور " إفلحوا يا غانمين " ستلمس ان هنالك عزفا منفردا ومتفردا بأصوات العيارت النارية المختلفة والتي تخترق حاجز الصوت تصاحب هذا الهبوط الجميل ، لتسجل هذه اللحظة التاريخية بكل مجد وإقتدار وتبقى في خلد الحاضرين ...!!!!
من المناسبات التاريخية التي يسجل فيها البعض من الأردنيين حضوره اللافت صوتا ورصاصا وتعتبر علامة فارقة في التاريخ بين الشعوب والأمم هي نتائج التوجيهي ، فنتيجة ناجح تعني ان الحارة ومن فيها يجب أن ينعموا في ليلة نارية مفعمة بأصوات الرصاص ، ورغما عن أنفك ، يجب أن تسمع وتشارك بكافة حواسك هذه الفرحة التاريخية...!!!!
وعليه وبناءا على ما سبق ولحق وسيلحق من سقوط قتلى وضحايا في الأردن نتيجة فورة الدم السعيدة وبالمناسبات السعيدة ، وحتى لا يستمر مسلسل سقوط المزيد من شهداء مناسبات الأفراح والأعراس ونتائج التوجيهي ، وبعد فشلنا جميعا على الصعيد الرسمي والشعبي للتعامل مع هذه الظاهرة فأنني أقترح على حكومتنا الرشيدة إعلان حالة الطوارئ في كل منطقة من مناطق المملكة يوجد فيها عرس لتقوم بتوزيع الستر الواقية للرصاص والخوذ الحامية للرؤوس على المواطنين وان تعد العدة أيضا وبنفس الإجراءات التي تم إتخاذها في الأعراس على الأردن بشكل عام للتعامل مع نتائج الثانوية العامة بكل حيطة وحذر بل ويجب عليها أن تسبق فترة إعلان نتائج التوجيهي بالإعلان في النشرات الإخبارية الخاصة بالتلفزيون الأردني وتحذر كافة المواطنيين من الصعود على أسطح العمارات أوالبنايات او حالة منع التجول على الجميع لضمان سلامة المواطنين في كافة مواقعهم .
أخيرا -حفظ الله- الأردن والأردنيين جميعا من عصابات الإرهاب والأشرار ....وكذلك من مطلقي رصاص المناسف والأعراس والتوجيهي ، فإن أختلفت الأسماء والمآرب إلا ان نتيجة الرصاص هي حتما واحدة وتعني موت أو قتل مواطن أردني ،فإلى أصحاب الأفراح والمناسبات التاريخية إتقوا الله في دماء الأردنيين ، فليس من الرجولة بمكان أن تيتم أسرة بأكملها لأبد الدهر برصاصكم الطائش ودمكم الحامي ..!!