هو تقريبا عنوان كتاب كتبه أحد الصهاينة بعد حرب الأيام الخمسة في عام 1967 " تحطمت الطائرات عند الفجر "وبين فيه كيف استطاعت اسرائيل ومنذ صباح الخامس من حزيران تدمير الطيران العربي في مهده وقبل أن يصحو وزراء الدفاع العرب من نومهم ليبدؤا " حرب العار والهزيمة " زمنذ ذلك اليوم لم نر اسرابا عربية تحلق في الفضاءات العربية إلا لتقصف شعوبها وهكذا وأخيراً رأينا الطائرات الحربية العربية السورية وقد نفضت عنها غبار السنين وانطلقت كالغربان, عفوا كالنسور, في الفضاء تنشر الموت والدمارعلى " الشعب العربي السوري ".
قبل ثلاثين عاما وعندما دمر الطيران الأسرائيلي ثمانين طائرة سورية في لبنان، لم تجد القوات السورية ما تقوله سوى ان "العدو" الإسرائيلي لن يستطيع أن يفرض على سوريا زمان ومكان المعركة.. وتكررت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وحتى على دمشق وكذلك على القوات السورية في لبنان، ولم نر أي طائرة سورية تتصدى للقوات الصهيونية..
ولكن ومنذ عدة أيام بدأنا نرى الطيران العربي السوري في سماء سوريا, لا ليحميها من اعتداءات إسرائيلية, فهذا ليس هدف الجيش السوري أو أي جيش عربي آخر, فالجيوش العربية جميعها ليست موجودة إلا لحماية رؤساء الدول ولو أدى ذلك إلى إبادة الشعب بمجمله فهو لا يساوي لدى الحاكم العربي شيئاً. بدأنا نرى الطيران العربي السوري يقذف دمشق وحلب وغيرهما بقنابل لم يستعملها في أي حرب سابقة. وبدأنا نرى الميراج والسوخوي والميج التي لم نكن نراها إلا في العروض العسكرية, بدأنا نراها تدك المدن اليهودية, عفوا السورية, بلا هوادة.
لم يكن هذا مستغرباً على النظام السوري, بل بالعكس فقد جاء متأخراً بعض الشيء.. وربما لام كثير من الضباط في الجيش نظام بشار أنه لم يفعل ذلك باكراً واعتبروا ذلك ضبط نفس لا داعي له، وانتهى بعملية تفجير القيادة قبل أسابيع, وما يفعله بشار الأسد كان سيفعله أي نظام عربي في مكانه لو سمح له بذلك من الغرب، والأمثلة على ذلك في العالم العربي كثيرة بل وكثيرة جداً...
وهنا لا بد من القول أن المقاومة السورية والنظام السوري لا يختلفان عن بعضهما في شيء. فالقيادات في كلا الطرفين لا يهمهما سوى الاستيلاء على الحكم, والخاسر في جميع الحالات هو الشعب السوري الذي يقطر دماً الآن من طائرات وقنابل النظام التي لا يهمها سحق الشعب بالكامل مقابل بقاء الأسد ونظامه في الحكم... والمقاومة تتقاتل فيما بينها على من سيحكم دمشق بعد إزالة نظام بشار، وكل منهم يخشى أن يأخذ غيره حصة "الأسد" في الكعكة، ولهذا لم يتفقوا حتى الآن على قيادة واحدة, والغرب يدعم الجميع ويمد يده للجميع من أجل تدمير سوريا ومقدراتها كما فعل في العراق وغيره....
الشعب السوري يعيش المرارة التي عاشها من قبله الشعب العراقي ومن قبلهما الشعب الفلسطيني, ولا ندري من سيكون التالي ولكن من المؤكد أنه سيكون هناك دور لشعب آخر ما دامت الشعوب العربية تؤمن أن التغيير سيأتي بدون أن تعود لصحيح دينها وعقيدتها، والله الموفق.