مؤتمر صحفي)
كمن لدغته أفعى، خرج من مكتبه مسرعاً مخاطباً مدير مكتبه بسرعة وحزم قائلاً: رتـّب لي مؤتمر صحفي \"مطنطن\" وبشكل فوري وعاجل، ولا تنسى دعوة مندوبي جميع الصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الإلكترونية واشترط عليهم احضار كاميرات معهم!.
هنا تساءل مدير المكتب، خير معاليك، شو فيه؟ وليش السرعة؟
فقال الوزير: اعمل اللي طلبته منك وانت ساكت، قال ليش السرعة قال؟
صدع مدير المكتب للأمر العاجل، وما هي إلا دقائق حتى كانت القاعة تزدحم بالصحفيين والمندوبين والمصورين. وحضر معالي الوزير وأخذ مكانه في صدر القاعة، تأكد من أن المايكروفون يعمل ثم قال: عارفين ليش هذا المؤتمر الصحفي العاجل؟
فهز الجميع روؤسهم دلالةً على عدم معرفتهم سبب المؤتمر! فانتشى الوزير – الذي أتم عشر سنواتٍ من العمل وزيراً في ذات الوزارة، شافَ فيها الناس النجوم في عزّ الظهيرة والعصر- ، وقال بثقةٍ وكبرياءٍ وزهو، علشان بدي أعلن عن الخطة الإستراتيجية للوزارة، وبدأ يقرأ من أوراقٍ كثيرةٍ أمامه: سوف.. وسوف.. وسوف.. وسوف.. وسوف.. والله ولي التوفيق.
****
(مؤسسات المجتمع المدني)
لستُ في صدد مدح أو قدح ما يُسمى بـ \"مؤسسات المجتمع المدني\"، فممارساتها تستبعد الأولى. كما أنني لستً بصدد تأليب الحكومة عليها، فالحكومة \"حكومة وعارفه كل الأسامي وكل العناوين\". ولكن لدي مجموعة أسئلة أنشغل هذه الأيام في البحث عن إجابة لها وهي
ما معنى \"مؤسسات المجتمع المدني\"؟
مَنْ هي هذه المؤسسات؟
ما هو عملها؟ وما هي أهدافها؟
مَنْ أو ما هي مرجعيتها في العمل؟
مَنْ يراقب عملها؟
مَنْ يدعم هذه المؤسسات؟ ولماذا؟
شو استفدنا من وجود ما يُسمى بـ \"مؤسسات المجتمع المدني\"؟ أو بعبارةٍ أخرى ما هي إنجازاتها؟
وحتى لا أطيل على القرّاء الأعزاء. اتوقف هنا وتصبحونَ على مؤسسات!