أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل زراعة الوسطية تدعو المزارعين لتقليم أشجار الزيتون السفير الياباني: نثمن الدور الأردني لتحقيق السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية الخطوط القطرية تخفض أسعار رحلاتها بين عمان والدوحة يونيفيل تنزف .. إصابة 4 جنود إيطاليين في لبنان الحوثيون: استهدفنا قاعدة نيفاتيم جنوبي فلسطين المحتلة مشروع دفع إلكتروني في باصات عمان يهدد مئات العاملين 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء خلال 24 ساعة في الأردن الاحتلال يوقف التوقيف الإداري للمستوطنين بالضفة صحة غزة: مستشفيات القطاع قد تتوقف خلال 48 ساعة دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارته الشرطة البريطانية تتعامل مع طرد مشبوه قرب السفارة الأميركية الأرصاد الأردنية : الحرارة ستكون اقل من معدلاتها بـ 8 درجات إسرائيل تتخبط بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت الاردن .. 511 شكوى مقدمة من عاملات المنازل الحاج توفيق: البعض يستغل إعفاءات الحكومة عبر الطرود البريدية للتهرب من الضرائب أبو هنية: سقف الأنشطة الجامعية يجب أن يتوافق مع الموقف الرسمي من غزة الصفدي على ستون دقيقة اليوم أردنيون يشاركون بمسيرات نصرة لغزة والضفة الغربية ولبنان
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المفكر الفلسطيني "اميل توما" .. في...

المفكر الفلسطيني "اميل توما" .. في ذكرى رحيله السابعة والعشرين!

29-08-2012 10:51 AM

صادفت يوم أول أمس الاثنين, الذكرى السابعة والعشرون لرحيل القائد والمفكر الأممي الفلسطيني العظيم اميل توما.. ولد في حيفا ودرس في مدرسة صهيون في القدس، وسافر الى جامعة كمبريدج في لندن لدراسة القانون, ولكنه لم يكن حتى ذلك الحين يحمل أية شهادة, فدراسته في صهيون توقفت بسبب الثورة، وفي كمبريدج توقفت بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية, ولكن ذلك لم يمنعه من ان يصبح قائدا شعبيا مرموقا ومناضلا ومفكرا, وبعد نكسة حزيران بعام نال شهادة الدكتوراة من جامعة موسكو.

"من كرس حياته لخدمة شعبه، تبقى ذكراه حية", هذا المثل ينطبق يالتمام والكمال على مفكرنا الراحل, فاميل توما كرس حياته كلها في خدمة شعبه والدفاع عن حقوقه المسلوبة حتى اخر يوم في حياته.

لقد كان الراحل يركز في كتاباته على علاقة الأدب بالمجتمع من منظور الواقعية الجديدة، والواقعية الاشتراكية، التي تتخذ النظرية المادية الجدلية أسلوبا لها في تفسير الأدب، وتؤمن ايمانا مطلقا بدور الإنسان الفرد، والطبقة العاملة في المجتمع, وتؤمن كذلك بأن الفن يعتبر مرآة صادقة تعكس روح الجماهير والقيم الاجتماعية، فإذا ابتعد عنها ابتعد عن الصدق. لقد كانت نظرة فقيدنا الغالي إلى الأدب شمولية تعتبره عاملاً من عوامل الكفاح من أجل تحرير الشعوب والتزام قضاياها، فإن ما يعنيه أو يهمه بالدرجة الأولى هو سعيه نحو تغير شامل في سبيل حياة أفضل وأجمل، للفرد والمجتمع على السواء.

وقد اعتمد توما في منهجه وطريقته إلى تتبع عوامل التأثر والتأثير، ومن ثم تحليل أسباب القضية المطروحة ونتائجها على بساط البحث، بما ينسجم مع فكره الاجتماعي والنقدي والثقافي, فقد أفصح عن منهجه في النقد الأدبي مركزا على ميزتي الصدق والجرأة وتقديمهما على ما عداهما حيث يقول: "إنني أنتسب إلى طينة من النقاد يقيسون الأدب بصدقه وجرأته,وإذا فقد عمل فني الميزتين فقد مقومات الأدب".

ما يعرف عن إميل توما، في نقده الأدبي، أنه مسكون بهاجس الواقعية وخاصة الواقعية "الجديدة" الاشتراكية على وجه التحديد، فهو لا يزن إلا بميزانها، ولا يقيس إلا بمقياسها.وإذا كان يغلب عليه استعراض سريع ومقتضب للمضمون، فإنه لا يفرد أكثر من بضع جمل للكلام في الشكل، دون أن يأتي على ذكر النواحي الفنية الهامة, ولهذا كانت كتاباته عبارة عن لوحة فنية رائعة, تتجلى وأنت تنظر اليها ولا تمل.

يعتبر مؤرخنا ومفكرنا وبحق واحدًا من أهم مؤرخي تطور ونضال الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربية الفلسطينية في "إسرائيل", فقد خص إميل توما القضية الفلسطينية بأربعة مؤلفات هي: "جذور القضية الفلسطينية" و "ستون عاماً على الحركة القومية العربية الفلسطينية" و "منظمة التحرير الفلسطينية" و "الحركة القومية العربية والقضية الفلسطينية"، لهذا أطلق عليه لقب: "مؤرخ القضية الفلسطينية", ولهذا يمكننا القول بأن كل من يريد دراسة القضية الفلسطينية ونشوئها وتطورها يجد في هذه المؤلفات كل ما يريد.

في مؤلفه "جذور القضية الفلسطينية", يحلل توما الحركة الصهيونية فكرا وممارسة، كحركة عنصرية رجعية خادمة للاستعمار، تقوم عقيدتها على الاستيلاء على كل فلسطين وعلى تشريد الشعب العربي الفلسطيني من وطنه.

لم تقتصر كتاباته على تناول قضيتنا الفلسطينية, فله العديد من المؤلفات والمراجع التي تخص العالم العربي, وقضايا عالمية أخرى, وقد ترجمت الى عدة لغات.

في كلمة الوداع التي القاها الأديب الفلسطيني الكبيراميل حبيبي رفيق درب مفكرنا أثناء مأتم جنازته قال مما قاله: "ان شعبا يجتمع هذا الاجتماع، على درب هذا الحزب وهذا الرفيق على هذا الطريق، شعبنا يحول منصة مأتمه الكبيرة الى فوهة بركان يقذف اللهب واللافا خصوصا في هذه اللحظات، هو شعب باق في وطنه، كتبت له الحياة في وطنه..هذا وطنا واحنا هون..فوق هذا التراب الذي انشأنا وربانا واطعمنا وأروانا وكسانا وعلمنا واحتوى رفات اميل توما.. ويبقى اميل في الأرض، وأما الزبد فيذهب هباء، من الورد الى الورد ويعود وسوف نعود.

ان نضال اميل توما وتراثه الفكري الغني هوشعلة مضيئة لا تنطفئ وستبقى ذكراه حية في القلوب, كيف لا وقد حفرت على ضريحه الكلمات الآتية: "لقد أحببت شعبي حباً ملك عليّ مشاعري وآمنت بأخوّة الشعوب إيمانا عميقا لا تحفّظ فيه".

لم يرحل اميل توما, فالثوريون والمفكرون لا يموتون أبدا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع