برغم من شح الامكانات المالية والاقتصادية والموارد الطبيعية والازمه الاقتصادية الخانقه التي يمر بها الاردن الا انه يعتبر من اكثر الدول العربية استقبالا للاجئين من الاشقاء العرب ابتدأ من اللجؤ الفلسطيني عام 1948 و النزوح عام 1967 ومن ثم رجوع عشرات الالاف من الاردنيين والفلسطينيين من دولة الكويت ابان حرب الخليج الاولى ومن ثم اللجؤ العراقي بعد الاحتلال الامريكي الغاشم لدولة الرافدين والان اللجؤ السوري والذي تزداد اعداد اللاجئين يوم بعد يوم وبشكل اصبح يشكل ضغطا" هائلا" على الاقتصاد الوطني بسبب التكاليف الباهظه التي يتكبدها الاردن من توفير حياة كريمة للاجئين والصحه والتعليم وتوفير مياه الشرب وغيرها ومع ذلك ورغم كل تلك التحديات الهائله وعدم وجود دعم عربي وعالمي كافي لمساعدة الاردن بالنهوض بمساعدة الاشقاء السوريين الا ان الاردن ومن منطلق انساني وقومي لا زال يستقبل الالاف وبشكل يومي بحيث ان مخيم الزعتري اصبح لا يتسع لهذا الكم الهائل من المد البشري مع ما تتطلبه هذه الزيادة من توفير كل ما يحتاجه اللاجىء من مسلتزمات حياتية تعجز عن توفيره الدولة الاردنية لمواطنيها في بعض المحافظات والمناطق البعيدة عن عمان .
بقاء مشكلة اللجؤ السوري في مخيم الزعتري مقتصره على النواحي الاقتصادية والصحية والتعليمية يمكن تحمله شريطة وجود دعم عربي وعالمي للاردن ولكن ما لا يستطيع الاردن تحمله او السكوت عليه ان يتحول مخيم الزعتري الحالي الى قنبلة موقوته والتي من الممكن ان تنفجر بأي لحظه والهاجس الامني الذي يؤرق الحكومه والاجهزه الامنية من وجود مئات الالاف من البشر في منطقه محصوره والخوف من وجود عناصر استخبارتية سورية أو ايرانية او من حزب الله بين اللاجئين دخلوا الى الاردن بصفة لاجيء ولكنهم عناصر استخبارتية مدربون على احداث مشاكل امنية داخل المخيم او داخل المدن الاردنية واثارة الفتن والبلبله او القيام باعمال ارهابية لا سمح الله وجرنا الى ما لا نرغب .
الاحداث التي وقعت يوم امس داخل المخيم وفرار بعض اللاجئين والاصابات الكبيره في صفوف قوات الامن والدرك تؤشر على وجود حالة امنية غير طبيعية تجري داخل المخيم ويبدو ان هناك عناصر استخبارتية تقوم على اثارة المشاكل بين اللاجئين وقوات الامن ومحاولات الفرار العديده من المخيم تحت ادعاء ان الاوضاع المعيشية لا تطاق داخل المخيم تؤشر الى ان تلك العناصر المخربة تحاول الافلات من القبضه الامنية التي تحصرهم داخل المخيم وتقيد تحركاتهم حيث تمكنت الاجهزه الامنية قبل عدة ايام من القاء القيض على اكثر من عشرين شخص من العناصر الاستخبارتية السورية تمكنوا من الدخول الى الاردن بصفة لاجئين وذلك من اجل البدء في عمليات استخبارتية على ارض الاردن .
على الحكومة اتخاذ خطوات عاجله وجريئه لمعالجة الموقف خوفا من ان يتطور الامر الى حالة فلتان امني كبير لا تستطيع الاجهزة الامنية السيطرة علية مع انشغال الجيش في حراسة الحدود فأما ان تصدر الحكومه قرارا" بتحديد اعداد اللاجئين كما فعلت تركيا او التوقف نهائيا عن استقبال مزيد من اللاجئين فالامن الوطني الاردني اهم بكثير من النواحي الانسانية وتلك المعزوفه التي لا زال البعض يعزفها والكلام عن الاشقاء والعروبه والانسانية فهل هذا الكلام سيمنع حدوث فلتان امني ومشاكل امنية نحن بغنى عنها الا نتذكر ما قامت به الحكومة السورية ابان احداث السبعين عندما استغلت انشغال الجيش الاردني في معالجة الاوضاع الصعبة الداخلية وقامت بالدخول من الشمال بالدبابات والمدافع حتى وصلت القوات السورية الى اربد لاحتلالها ولولا لطف الله والجيش الاردني البطل الذي استطاع دحر القوات السورية الى داخل حدودها حينها لا لم نسمع كلاما من الحكومه السورية عن النواحي الانسانية والعروبة والقومية وحق الجيرة وصمت اذانها وحركت قواتها باتجاه الاردن .
المشكله هنا في الاردن ان هنا كثيرا من الاشخاص ممن طالبوا الحكومه الاردنية بتوفير حياة كريمه للاجئين السوريين مع علمهم الاكيد ان اهل المنطقه نفسها من الاردنيين لا تقل حياتهم قسوة عن اللاجئين بالاضافة انهم يعلمون ان الاردن ليس من الدول النفطية الغنية ويعاني عجز في الموازنه وشح في الموارد وخاصة المياه وبالتالي فان المشكله يجب ان تكون عربية وعالمية وان تتحمل الدول الكبرى والعربية الغنية مسؤولياتها تجاه مساعدة الاردن على تحمل اعباء استضافة اشقائنا السوريين بالاضافة على الحكومه ان تتخذ اجراءات صارمه تحفظ امن الوطن وكرامة الانسان الاردني فلا يجوز ان تهان كرامة الاردني تحت اي مسمى كان .