حمزة عبدالمطلب المحيسن
" شملها " دولة عون الخصاونة في حكومته السابقة ، و" جنوبها " – بفتح الواو وتسكين الباء -دولة د. فايز الطراونة في حكومته الحالية هذا ما يردده " الفيسبوكيون " و"المغردين "على مواقع التفاعل الإجتماعي ، وغيرهم من الكتاب والمحللين لتوصيف ظاهرة التعينات الأخيرة التي تمت في عهد الإثنين ، ولمن لا يعرف معنى " شملت " فهي تعني الإتجاه شمالا و" جنوب" -بفتح الباء وتسكين الواو- فهي تعني الإتجاه جنوبا ، فإذا كان ما نشر صحيحا فمن سيضمن لنا بأن هذه البوصلة في إختيار رجالات الدولة لن تنتقل لنا مثلا على المستوى الرياضي فلو كان مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم من فريق " شملت " ويؤمن في هذه القسمة فهذا قطعا سيعني بان فريق " جنبت " سيبقى على مقاعد الإحتياط وبالكاد يستطيع ان يلعب احدهم " حارس " مرمى " ، وبالمحصلة ستكون الفرصة مواتية لأي منتخب منافس لمنتخبنا الوطني ليمزق شباك مرمانا بدزينة من الأهداف وبكل سهولة ويسر لإنعدام العدالة والموضوعية في إختيار فريق منتخبنا الوطني ، ولا أستبعد أيضا على المستوى التعليمي ان يقوم المعلم في المدرسة إذا كان من هواة هذه البوصلة في تحديد المسار بالقيام بوضع كل طلاب " جنبت " في الصفوف الأمامية ويمنحهم أعلى العلامات بل ويجعل من واجب نظافة الصف حكرا على فريق " شملت " وحتى يكون معطاءا لفريق " جنبت " الذي ينتمي إليه سيقوم بجعل " عرافة " الصف حكرا على واحد من نفس الفريق ، لنصل لنتيجة في النهاية ان طلاب " جنبت " سيكونوا الاوائل في نهاية العام الدراسي - والله يعوض – على فريق " شملت " بالسنين القادمة وياتيهم أستاذ من نفس " الفريق " ...!!!!
ولك ان تتخيل فيما لو كان الطب لدينا والتعامل مع الناس والبشر والاوادام في الأردن يتم بهذه التقسيمة المقيته ، فالمرضى سيعانوا أشد المعاناة ، فالعلاج سيكون حسب قسمة " شملت " و " جنبت " وبغض النظر عن المرض سواء أكان " مغصا " أو " صداعا " ،" واللي بده يموت الله لا يرده " ، وقس على ذلك مصائب أخرى سيتكبدها المواطن " الغلبان " في أردن كان فيه وصفي التل ( إبن الأردن ) معشوق وعشق الأردنيين في الجنوب ، بل وفي أردن كان هزاع المجالي معشوقا من الشمال قبل الجنوب ، فالبوصلة التي وجهت هؤلاء كانت نحو الأردن ككل لا فرق بين أي أردني إيا كانت هويته المدنية إلا بمقدار العطاء والإنتماء إليه ، وحتى أبرأ نفسي أمام الله ثم الوطن من هذه " الشقلبة السخيفة " أقول لكل مسؤول كبر أو صغر منصبه يؤمن بمدرسة " الشمال " و " الجنوب " إتقوا الله في الأردن وقليل من الغيرة من وصفي وهزاع .....ولا تجعلونا من المؤمنين بمقولة " إللي غاروا على البلد ماتوا " فالأردن الوطن لا يقبل القسمة على أحد ...!!!
Hamaqaba@gmail.com