زاد الاردن الاخباري -
أحمد رضا - تهدف هذه الدراسة إلى المساهمة في ايجاد البدائل الملائمة اقتصاديا واستراتيجيا لانتاج مصادر الطاقة بعد إرتفاع اسعارمشتقات البترول إلى أرقام قياسية أصبحت تؤثر على اقتصاد دول العالم وخاصة الدول غير المنتجه للبترول ومنها الأردن خاصة بعد سرعة إزدياد معدل النمو في الاستهلاك للنفط الخام ومشتقاته في الاردن علماً بأن الأردن يستورد 95% من إجمالي إحتياجاته للطاقة المعتمدة على البترول الأمر الذي رفع من تكلفة الطاقة لمختلف قطاعات الاقتصاد الوطني وانعكس ذلك بصورة ملموسة على مجمل الحياة المعيشية للمواطن الاردني.
لقد ارتفعت قيمة فاتورة النفط من 1.153 مليار دينار (14.1% من الناتج المحلي ) عام 2004 لتصل الى 1.827 مليار دينار عام 2006 . بنسبة زيادة مقدارها 58% مقارنة بسنة 2004 وارتفعت اكثر لعام 2007 حيث بلغ سعر البرميل في نهاية شهر 11/2007 حوالي 100.0 دولار للبرميل في ضوء ارتفاع الاسعار ومعدل النمو في الاستهلاك الذي يتجاوز 4 % ( لقطاعي النفط والكهرباء) وقفزه إلى رقم خيالي عام 2008 ليصل سعر برميل البترول إلى حوالي 140.0 دولار وبحلول عام 2010 من المتوقع أن يصل حجم الاستهلاك من النفط والمشتقات النفطية إلى 8170 مليون طن أي (164000 برميل /يوم) وبكلفة حوالي 3000 مليون دينار وذلك ما يعادل 30% من الناتج المحلي الإجمالي سعر جديد .
في ضوء ارتفاع تكلفة الفاتورة النفطية أصبح انتاج الصخر الزيتي ومع تطور تكنولوجيا استغلاله منتج منافس للحصول على الطاقة مما سيعود على الاقتصاد الأردني وعلى ميزان مدفوعاته بمنافع تجعل استغلال الصخر الزيتي على جانب كبير من الأهمية ويساعد الأردن على الأكتفاء الذاتي من الطاقة وأن الدراسات الاولية تشير الى ان فترة استرداد كلفة راس المال المستثمر فيه هي من ( 3-5) سنوات مما يخفض العجز في ميزان المدفوعات ويساعد على توفير مبلغ حوالي 3000 مليون دينار .
لصالح ميزان المدفوعات وهذه هي القيمة المقدرة لفاتورة النفط عام 2010 وممكن أن يصبح الأردن بلداً مصدراً للزيت الصخري مما يعزز أمن المملكة خلال القرن الواحد والعشرين.
عريف الصخر الزيتي :-
· الصخر الزيتي ( السجيل ) هو صخر جيري مارلي يُطلق على الصخور الرسوبية التي تحتوي على حبيبات ناعمة ذات لون أسود إلى بني تحتوي على مواد عضوية وغير عضوية لم تكن عوامل الضغط والحرارة كافية لتحويله إلى بترول ولهذا أصبحت المادة العضوية غير ناضجة وبقيت في الصخر ولهذا تسمى الصخر الزيتي الذي لو سخن إلى درجة 500 درجة مئوية لنتج عنه البترول والغاز ويمكن إستغلال هذا الخام بطرق عديده :-
1. إما بحرقه واستعمال الصخر الزيتي مباشرة كوقود.
2. أو العمل على تقطير الصخر الزيتي لإستخلاص الزيت و الغاز منه.
3. كما يمكن إستغلال المواد الثانوية الناتجة بعد الحرق اوالتقطير مثل الرماد كمادة عازلة في المباني ولتخصيب التربة وتعبيد الطرق وإنتاج القرميد كما يستعمل كفلتر في معالجة المياة العادمة وأيضاً في صناعة الاسمنت أحياناً وفي صناعة الأنابيب وغيرها وأيضاً يمكن الاستفادة من الغازات الهامة المنبعثه التي ممكن الاستفاده منها مثل غاز الامونيا والكبريت.
ماكن تواجد الصخر الزيتي في الأردن:-
تتواجد الصخور الزيتيه في الأردن بكميات هائلة من معان جنوباً حتى نهر اليرموك شمالاً على أعماق مختلفة تحت سطح الأرض تتراوح ما بين (100-300) متر عمق مثل مناطق سواقة والجفر والمناطق الشرقية من مدينة معان وأيضاً في مناطق الشوبك واليرموك وحوض الأزرق ومنها ما هو قريب من السطح وهي سهلة التعدين كما هي في مناطق اللجون والسلطاني وجرف الدراويش والحسا ومنطقة العطارات وغيرها . كما تتراوح سمك طبقات الصخر الزيتي وذلك حسب الدراسات الجيولوجية التي قامت بها سلطة المصادر الطبيعية وتحليل بعض العينات في مختبرات المانية BGR) ) وانكليزية ( IGS ) وروسية (USGS) ودول اخرىما بين (2-450 م) حيث أثبتت أن سمك الصخور الزيتية في منطقة الشلالة 250 م وتصل في حوض الجفر إلى حوالي 450 م وتصل في مناطق اللجون والعطارات وذلك حسب الدراسات التنقيبية التي قام بها مكتب المهندس مازن ريال لهندسة الرأي إلى حوالي 50.0 م حيث يقدر الاحتياطي الجيولوجي من الصخر الزيتي في المملكة إلى حوالي 60 مليار طن كما دلت الدراسات على وجود مياه جوفية كبيرة في مناطق تواجده تساعد على عملية الاستخراج علماً بأن عملية الاستخراج تعتمد على طريقة التقطير الجاف ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياة وقد أثبتت الدراسات التي قامت بها سلطة المصادر الطبيعية في منطقة اللجون وحدها وجود 1.2 بليون طن من الصخر الزيتي و بنسبة 10% من الزيت أي ما يقارب 110 مليون طن من الزيت حيث ان احتياطيات منطقة اللجون وحدها تبلغ اكثر من 30 سنة.
لقد تم إجراء العديد من دراسات الجدوى الاقتصادية للصخر الزيتي وتجارب الحرق المباشر والتقطير حيث أثبتت الدراسات والتجارب بأن الصخر الزيتي الأردني ذو نوعية عالية الجوده وتشير الدراسات أن نسبة الزيت في الصخر تتراوح ما بين 5.7% في جرف الدراويش إلى 11% في منطقة العطارات وهو ما يكفي الاردن من البترول لأكثر من 1000 سنة حسب الاستهلاك الحالي حيث ينتج الطن الواحد منه ما يقارب 105 كغم من النفط و (51-53) متر مكعب من الغاز وقد أثبتت الدراسات العالمية بأن إستغلال الصخر الزيتي يكون مجدي إقتصادياً عندما يتراوح سعر برميل البترول من (23-30) دولار/ للبرميل.
وممكن الاستنتاج أن المملكة تحتوي على إحتياطي ضخم من الصخر الزيتي والتي تفوق مثيلاتها عالمياً ورغم أن هناك العديد من التفاهمات قد وقعت مع العديد من الشركات العالمية وبدأ البعض بأعمال الدراسات التنقيبية في مواقع اللجون والعطارات إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه وبشده أين رأس المال الوطني من هذا؟ وخاصة أن الأردن يملك وبجدارة العقول والخبرة العالية التي تؤهله من أخذ باب المبادرة أو العمل جنباً إلى جنب مع الشركات العالمية لاستغلال هذا الخام حفاظاً على مدخراتنا الوطنية لتكون في أيدي أردنية خالصة بما يكفل أمن وإستقرار وسيادة الدولة.