وطن لن يتكرر

تنتاب الحيرة كل من يكتب عن "الأردن" فيتيه في دروبه اين يبدا وعمن يكتب. أأبدا بجغرافية المكان أم بتاريخ "الأردن" الساحر ,أأبدا بعصره الحالي ام قبله ؟ ام عن شخوصه التي ملأت سيرهم فصولا من كتب التاريخ بالعالم اجمعه؟؟ لا ادري سوى أن "الأردن" مملكة ساحرة انارت دروبا في تاريخ البشرية.

سحر "وطني" الكثيرين فبات وطن يمتزج به الخيال بالواقع خيالات شهرزاد والف ليلتها مع شهريار .

"دولة " داست اعتابها اقدام الانبياء والصحابة و العلماء والفنانين ولم يُبدعوا الا فيها فغدت دولة يرفدها العلماء والفلاسفة والشعراء والاطباءوالباحثين وملاذا للجميع حتى اصبحت ساحرة عامرة.

"الاردن" أحتوى كل ما ذكرت واكثر على مسرح حياته ليتبلور ويصبح دولة امتزج واقعها احيانا بالخرافة والسحر فهي نبع من حيوات متعددة مملوءة بالصخب والابهار فكل هذه بتناقضها او بتجانسها هو "الاردن".

"الاردن" بنهره الخالد نهر الخير الذي عبرت عليه المها بعيونها الجميله "الاردن" بعلو سواريه الذهبية وهي تشق سماءها الزرقاء الجميله وجدران جوامعها الموشاة ، "الاردن" باجراس كنائسه التي تدق محبة.

"وطني" الذي احتوى جميع اجناس الدنيا ودمجهم في مجتمعها حتى اصبحو جزء منها. "وطن السلام" الذي سلم كل من دخل اليه وابدع فيه.

"الاردن" وطن لايتكرر، ولن يتكرر، فقد توفرت كل الاسباب له ومذ تكوينه ليصبح اسطورة على مدى التاريخ, "وطني" الذي يحتار الزائر به ويسال نفسه أهذه المدن نفسها التي تخيلتها ؟؟ لانها تفتح للخيال ابوابا لا تنتهي والمدقق فيه لابد له ان يشم عطر ذاك الزمان الجميل هنا او هناك فلطالما تفاجأ وارتبك الداخل اليه وحن الخارج منه اليه.

آه وآه يا "وطني ".."فوطني" اليوم حزين غير ذلك الزاهر العامر الذي احتضن كل علماء وشعراء وفناني طبيعة ارضه.. هو اليوم حزين يائس,هو اليوم يذرف دمعة صامتة رقيقة مختنقة في وجه كل متفرق .. يذرفها في يد من لا يريد له ان يزدهر .. ويبكي "وطني " في سكون الليل على من هجره وابتعد عنه ليس غربة فقط بل على من هجره وهو امامه وبقي "الاردن" متارجح بين طرفي هذه المعادلة المتناقضة.

" وطني " ... بكيت بالامس ورايت تلك الدمعة... لم يكن المنديل الذي مسحت به دموعك تخفي تلألأ عينك وتلك البحة في صوتك التي تنم عن حزن كبير .. حزن واي حزن ؟؟

"وطني " نراك في كل العيون تارة وبالازهار مغطى وبأوراق الليمون تعدو تحت الامطار ..وتسقط اوراق الاشجار ..وتنطفئ الاضواء ويرتحل كل عاشق لينام وتظل وحدك تحمينا وتبكي تحت الامطار..

"وطني "نرسم صورتك فوق الثلج فيشتعل لون عسلي عذب بعذوبه محياك ..داكن حنون..تمتد اصابعك لتزيل صور تركت الما من نور النهار .

"وطني" يا قمرا يمسح هذه الدمعة ويدق بابا بعد باب لينتظرنا عن نهاية البوابات حيث بسمة الغد .

"وطني" لمة العائله في أمسيات الشتاء حول المنقلة وبتطور الزمان صرنا نتسابق لنحتضن الصوبه والتي لايفارقها ابريق الشاي خمر الفقراء وطقطقة الكستناء.

"الاردن"اسم كل جميل وانيق ومتكبر بنفس الوقت هو الشذرات المتناثرة والمتواضعة ربما من انفراط عقد عاشقة للوطن غنت على انغام ربابة واستحت ان تلم حباتها.

"الاردن"طموح ..كمال بدون نقص..تدور عليه الدوائر ولايكون امام الحدث الا بركان تتناثر نيرانه بحيث تصيب وتؤثر على من يعاديه .ويحنو "وطني " كمحب عاشق مبالغ ينسج رداءا من عشق لابناءه.

يا "وطني " يا قطعة سكر مختومة برحيق صافٍ .. يا موطن السنونو والدحنون والدوري يا "مملكة" من عبير ومرمر..

"الاردن" يا هزج الخلاخلِ يا مخزن النور والعذوبة ..

" وطني يسافر في سحابك كل عاشق فيتناثر عشقه في كل رابية وواد حملت ريح العشق فوق سحب الاشواق حتى اذا ما طار فوق مدن التاريخ اسقط دمعة متلالأة نرجسية واشار نحو ترابه يهتف باسمه ويقول قف يا حرفي واسجد هنا قبل تراب وطني .

"وطني " نرش لك العطر يا بساطا اخضر يا حلاوة تبهج القلب وتضفي على الارض عذوبة .. وعلى العلم انشروا حلاوة فخر بجرار مليئة كبرياء ... سنعانق " الوطن" وسنرسم له قدرا طيبا
تعالوا نطلي بالعنبر ثغره ونكحل بالانجاز عينه .. لنحمل كل طاقات تتوق الى تفجير الخير وننظمها بعقد كبير يزين جيد "بلادي"ولنصنع سوارا من فضة وجدائلا منسدلة من رفعة على كتف " موطني"ليزدهر كل بستان ويتدافع القمح وينمو .

"وطني" الذي يتضوع عطرا بينما نطلق العنان لنغني ونتغنى به..ففي قرص الشمس "وطني" وفي وجه القمر" وطني" وفي اطمئنان كل من في حضنك "وطني" وفي كفك الحانية "وطني"...

حماك الله يا " وطني"