استطاعت حكومة الدكتور فايز الطراونه اطال الله في عمره وابقاه ذخرا\" وسندا\" للاردن وبالتعاون مع وزير داخليتنا العظيم غالب الزعبي وبكل جدارة ان يضعا الطوبة الاخيره في مدماك التوطين بقرارهم البطولي باعادة الارقام الوطنية من حملة البطاقات الصفراء التي سحبت منهم بسبب فقدانهم لحق المواطنه في الضفه الغربية والقدس حيث تقدر اعدادهم بالالاف وهنا انا لست ضد احد بالمناسبة ولكني اقف مع الوطن ومستقبله ومستقبل اجياله المظلم بسبب قرارات طائشه وغير مدروسه اتخذتها حكومتنا العتيدة قبل رحيلها بأيام وكما يقال في المثل الشعبي ( ضربة مقفي) .
عندما صدر قرار فك الارتباط عام 1988 بضغط عربي باعتبار منظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الاردني وبعد ذلك صدور تعليمات قرار فك الارتباط وكان من اهم بنوه ( ان من يفقد حق المواطنه في الضفة الغربية والقدس بأهماله يعتبر مواطن فلسطيني هو واولاده ) وهذا البند ليس لم يوضع ضد احد او للانتقام من ابناء الضفه الغربية من حملة البطاقات الصفراء كما يحلوا للبعض ان يدعي ويطبل في بعض وسائل الاعلام المأجوره ومن بعض الاقلام التي تعتاش على دولارات الصهيونية ولكنه لاجبارهم وحثهم على عدم فقدانهم للهوية الفلسطينية والمقدسية وبالتالي فقدانهم لحق التاريخي والطبيعي في الضفه الغربية وكذلك لعدم تهجيرهم وتوطينهم خارج فلسطين والاردن المرشح الاول والرئيسي لهكذا مشروع .
على مدى الاشهر الماضية اتخذت حكوماتنا العتيده وخاصة حكومة عون الخصاونه وحكومة فايز الطراونه أطال الله في عمرهما قرارات خطيرة ومصيرية سوف تخلق امرا واقعا وتثبته في توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن تماشيا\" مع التوجهات الاسرائيلية والامريكية في حل مشكلة اللاجئين بعيدا\" عن اسرائيل وتوطينهم في البلدان المضيفه لهم وعلى رأسهم الاردن فقرار السماح ببناء طابق ثالث في مخيمات اللجؤ والسماح لابناء المخيمات بالدخول في القوات المسلحه والاجهزة الامنية والقرار الاجوف والأعمى بعدم تحويل حملة البطاقات الصفراء الى دائرة المتابعه والتفتيش لمتابعة امورهم ولضمان عدم فقدانهم لحق المواطنه لهم ولاولادهم في الضفه الغربية والقدس وها هو القرار الاخير و الطلقه الاخيرة والمسمار الاخير في نعش القضية الفلسطينية وحق العوده وضياع فلسطين والتوطين قد دقه دولة فايز الطراونه يوم تجرأ باتخاذ قرار اعادة الارقام الوطنية لحملة البطاقات الصفراء ممن فقدوا حق المواطنه في الضفه الغربية باهمالهم وكسلهم وبالتالي حرمان ابنائهم وابناء ابنائهم من حقهم الطبيعي في الضفه الغربية وعلى الاجيال القادمه ومن هنا ننعي للشعب الاردني والفلسطيني وفاة قضيتنا المركزية كما يحب مسؤولينا ان يتحدثوا عن القضية الفلسطينية في وسائل الاعلام او عند لقاء بعض المسؤولين الاجانب والعرب ومسؤولي السلطه الفلسطينية الاشاوس .
للأسف لا يعي شعبنا الأردني خطورة مثل هكذا قرارات مصيرية تتخذها حكوماتنا واجزم ان اهلنا في المحافظات والقرى الاردنية البعيدة لا يعلمون حتى بمثل هكذا قرارات او خطورتها على مستقبل وطنهم وابنائهم ولا يدركون مدى خطورتها والدليل على ذلك لم اسمع باعتراض او مسيرة او اعتصام ضد هذه القرارات الجوفاء والمصيرية وان بلدهم في خطر حقيقي بسبب طيش ورعونة حكوماتنا المتعاقبه والمتخاذله عن حماية الاردن ومستقبله ومستقبل القضية الفلسطينية واستجابة للضغوط التي تمارسها امريكا والدول الاوروبية ومن خلفهم اسرائيل على الاردن لتمرير بعض القرارات واصدار التعليمات من شأنها توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن والغاء حق العوده من قاموسنا وربط كل ذلك بتقديم المساعدات المالية لخزينتنا الفارغه بسبب وجود فئة مارست النهب والسرقه والفساد في اموال الشعب الاردني ومن بعض الاشخاص الذين اصبحوا يتحكمون بمستقبل بلدنا واجياله المستقبلية وهم في واقع الامر مسافرين في وطننا اتوا من امريكا واوروبا مدعومين من اللوبي الامريكي الصهيوني لافقار الاردن وبيع مقدراته ليصبح الاردن رهينة وعجينة طرية في ايدي اللوبي الصهيوني في امريكا لوضعه تحت ضغط الواقع الاقتصادي والمعيشي للشعب وجعله رهينة في ايدي صندوق النقد الدولي الذي ينفذ سياسات اسرائيلية وامريكية ونحن من كل هذا نائمون وغافلون ومغيبون ومشغولين بأمور الحياة اليومية الصعبة وتأمين لقمة العيش لابنائنا وهذا الوضع من صناعة بعض الاشخاص الذين كانوا في يوم من الايام اصحاب القرار لبيع مؤسسات الوطن ومقدراته لجعل الشعب الاردني غير قادر على التفكير ابعد من شحمة اذنه ورأس منخاره وابقائه مشغولا\" في تأمين رغيف الخبز لابنائه والتعليم والصحة ومن ثم تنفيذ ما عقدوا العزم عليه في تدمير الوطن ومستقبله وضياع الارض والتوطين والتهجير وتنفيذ سياسات اسيادهم في واشنطن وتل ابيب ومن ثم بيع ممتلكاتهم وبيوتهم في عمان والعوده الى احضان اسيادهم في واشنطن وتل ابيب وقد انجزوا بجداره وحرفية مهمتهم القذره ومخططات اسيادهم دون تكلفة تذكر عليهم ونحن لا زلنا مغيبون نائمون مشغولين في وضعنا الصعب .
ارجو ان لا يفهم من كلامي انني ضد اشقائنا من ابناء الضفه الغربية فهم بالنهاية اهلنا ونحمل نفس القضية والمصير والهدف المشترك ولكنني ضد تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وضد الغاء حق العوده تدريجيا وعلى مدى سنوات قادمه وبهدؤ وبدون ضجه وضد التوطين والتهجير وضد المخططات الصهيوامريكية في قتل القضية المركزية من نفوسنا ومن نفوس ابنائها في الداخل والخارج وايضا انا مع بلدي الاردن ومع مستقبل اجيالنا وهذا حقي في ان ادافع عن وطني كما يدافع الاسرائيلي عن كيانه الصغير ويحارب الدنيا من اجله وكما يدافع الامريكي عن وطنه ويحارب في العراق وافغانستان وكما حارب في فيتنام دفاعا عن امريكا وقيم الحرية التي يؤمن بها .
أعود وأقول ان مدماك التوطين والتهجير قد اصبح جاهزا\" وارتفع بما فيه الكفاية ليصبح السد المنيع والحاجز القوي امام حتى لو مجرد التفكير بالعوده والقضية المركزية وسيبقى سدا\" امام المواطن الاردني ليبقى حبيس افكاره واشغاله اليومية وعدم التفكير بحرية لمعرفة واقع بلدنا وحكوماتنا المتعاقبة المرير وهنا ادعو الشعب الاردني الاصيل بالوقوف صفا واحدا لهدم هذا الجدار اللعين والذي سينهي به بلدنا الى غير رجعه وينهي القضية الفلسطينية ويدعم الخيار الاسرائيلي بالتوطين والتهجير .