قرار مجحف بحق الطالب المتميز

حقق الاردن معجزة في تطور التعليم العالي والبحث العلمي ووضع استراتيجيات تكفل تقدمه ولا يستطيع احد ان ينكر جودة التعليم في الاردن ..فشعبنا متعلم مثقف يعشق العلم ... كما أثبتت الجامعات الاردنية كفاءتها في كافة التخصصات والمجالات العلمية ومن المعروف أن الجامعات الأردنية كانت ومازالت معترف بها عالمياً والسبب في ذلك يعود إلى قدرتها التعليمية القوية والمناهج الجامعية التي تنافس الجامعات الغربية. مما جعل الإقبال على الجامعات الأردنية أكثر من غيرها من الدول العربية.والكثير من طلبة الدول الاخرى يفضلون الدراسة في الجامعات الاردنية ذات المستوى العالي والتي لها مكانة أكاديمية عالمية.. الا ان قرار السماح للطلبة حملة تقدير المقبول في البكالوريس التسجيل في برامج الدراسات العليا في الجامعات والاستغناء عن شرط الحصول على تقدير \\"جيد\\" فأعلى للقبول في برنامج الماجستير ، قرار غير عادل . هذا القرار يفتح المجال لاي طالب مهما كان مستواه وقدراته من التسجيل في برامج الدراسات العليا وهذا امر غير موضوعي ابدا . لا يجب ان تكون الدراسات العليا حقل تجارب لهذا وذاك ... يجب ان يكون تقدير مرحلة البكالوريوس هي الحلقة التي تفصل الطالب المجد والمجتهد عن الطالب الذي قضى فترة دراسته في الجامعة \\" لعب ومسخرة \\".صحيح ان قرار السماح للمقبول من التسجيل بالماجستير يجد قبولا وصدى تاييد كبير الا انه سينعكس سلبا على جودة التعليم ومستواه .المسألة لا تتعلق بمبدأ رفض او تأييد الا ان هذا القرار مجحف بحق الطالب الذي قضى حياته الدراسية في البكالوريوس بين العمل والدراسة من اجل ان يحصل على معدل اعلى من جيد ليواصل طموحه في اكمال دراسات عليا ... اما الطالب الذي اعتبر الجامعة وقت \\" للتسلية \\" فيمكنه ايضا اكمال دراسات عليا .. اين العدل هنا ؟ .. قرار كهذا لا يراعي العدالة فاصحاب التقدير المقبول من الاغنياء يمكنهم ان يحصلوا على شهادات عليا من أي دولة في العالم دون عناء ومن ثم يعودوا الى بلادهم ليحتلوا مناصب كبرى .. بينما هناك طلبة يحملون درجة مقبول في البكالوريوس لا يستطيعون اكمال دراستهم العليا لأنهم لا يملكون المال.. المسالة لا تتعلق بالحقد على طبقة معينة او حسدها او بوجود معركة بين جهات معينة لكن قرار كهذا يجب ان يكتنفه نوعا من العدالة والموضوعية قبل اقراره فهو قرار غير منصف لفئات كبيرة من الاردنيين كما انه سينتج نوعية غير جيدة من الخريجين نظرا لقبول اي طالب مهما كان مستواه وتقديره . قبل هذا القرار كان من الممكن الحفاظ على نوعية مخرجات الدراسات العليا، وحصر الحصول على هذه الشهادات بالفئه الأكثر تميزاً، وتقليل نسبة البطالة بين الحاصلين على هذه الشهادات. وبالطبع يجب ان لا ننكر ان مواصلة الدراسات العليا داخل الأردن، مطلب الكثير من خريجي الجامعات الأردنية وغيرها ، الا ان هناك فروقات بين الطالب الذي استطاع أن يتخرج بتقدير ممتاز، والطالب الذي تخرج بتقدير مقبول،قد يرد احدهم ويقول ان ذلك لا يعني حرمان صاحب التقدير المقبول من حقه في مواصلة تعليمه وإن نوافذ التعليم لا بد أن تكون مفتوحة لمن يرغب به مدى الحياة . قد تـُحل هذه المشكلة بقرار اخر مثل وضع شرط للطالب الحاصل على مقبول بان يجتاز مرحلة اخرى تسبق درجة الماجستير وبالتالي يكون القرار اكثر عدلا مما سبق وبذلك يتم المحافظة على جودة مخرجات الدراسات العليا. وهنا دعوة لمجلس التعليم العالي بالانصاف في القرارت و إيجاد آلية أخرى تضمن إتاحة الفرصة للجميع لإتمام الدراسات العليا، لمن يرغب دون تهميش الطالب المتميز ووضعه في نفس خانة الطالب الحاصل على المقبول ، وذلك بأن يقوم الطالب الحاصل بدراسة الدبلوم العالي قبل الماجستير ، مما يمنحه فرصة للتحصيل. سياسات التعليم يفترض ان تكون متكاملة ومتجانسة، نتمنى على مجلس التعليم العالي مراجعة قراراته التي لا تبدو منسجمة مع بقية مسار سياسات التعليم العالي.