زاد الاردن الاخباري -
مرة اخرى يخرج علينا أحد قيادات الحركة الاسلامية بقراءات تحليلية هي اقرب للوهم والحلم عند حديثه عن مصلحة الاردن "ويذرف فيها الدموع" بعد ان يقدم في حوار صحفي اجري معه مؤخرا تحليلا عن علاقة الاردن بالسلطة الوطنية الفلسطينية يحلق فيه في عالم من الاحلام ويرسم صورة وهمية في مخيلته.
ان المتاجرة باوجاع الشعب الفلسطيني لم تعد تنطلي على احد ، فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة للأردن الذي سيظل يقدم كل دعم ممكن لمساعدة الفلسطينيين ولحلها على أساس حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ، وهوموقف ثابت للاردن قيادة وحكومة وشعبا انطلاقا من الايمان والقناعة بان حل القضية الفلسطينية بما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية هي مصلحة اردنية عليا ولذلك يبنغي معرفة حقيقة ثابتة في هذا السياق باننا بهذا الموقف انما ندافع عن وطن لا عن فكرة أومصلحة ذاتية.
لقد اكد الاردن بقيادة جلالة الملك غير مرة ان الخيار الأردني أوهام. وانه لا يوجد شيء اسمه الخيار الأردني. ولا يستطيع أحد أن يفرض مثل هذا الحل ، وان من يتحدث بهذه الأوهام يتحدث عن شيء مستحيل حدوثه. الفلسطينيون يريدون دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني ، والأردنيون يقفون بكل قوتهم خلف هذا الحق الفلسطيني.
وكما اكد جلالة الملك في اكثر من مناسبة على الرفض وبشكل مطلق لاي دور اردني في الضفة الغربية سوى مساعدة الأشقاء لبناء دولتهم المستقلة ولن نستبدل الدبابات الإسرائيلية في الضفة بالدبابات الأردنية ، كما من المفيد التذكير هنا بان الاردن يتعامل رسميا مع السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية ، وليس مع الفصائل فليس من سياسات الاردن على الدوام التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة مثلما لا يسمح الأردن للفصائل الفلسطينية بالتدخل في الشؤون الاردنية الداخلية.
وليس خافيا ان مسألة العلاقة مع حماس تأخذ بعدا تفاعليا ضاغطا على مسيرة الحركة الاسلامية هذا الاوان بعد قرار مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين المتضمن "فتوى" تؤيد "فك الارتباط" بين حماس وإخوان الأردن ، ورفع يد الإخوان عن المكاتب الخارجية وهو أمر لايجد قبولا لدى رموز التيار الحمساوي في الحركة ما دفعهم الى الدفع باتجاه تصدير ازمتهم بالدخول في صراع حول الأولويات السياسية والأهداف النهائية لمشروع الحركة الاسلامية الامر الذي ادخل الحركة في مرحلة من الحسابات والتوازنات تتقدمها الانقسامات الفكرية والسياسية.
الدستور