ثمة حالة غريبة لدى حراكات الشارع الأردني والمعارضة والإخوان المسلمون تحديدا ، فإذا ما حاولنا الحديث بانتقادات ذات دووز عال أي لاذعة وبناءة ولكنها بعيدة عن كل المستويات الهابطة والدونية والرد حية ، وجدنا إن يوم القيامة اقتربت بل وقامت وما قعدت من كل الاتجاهات وكالوا لنا كل الاتهامات بالعمالة لكل الجهات الداخلية والخارجية المشبوهة .
إن الاعتقاد السائد لدى هؤلاء من جماعات الإسلام السياسي أنهم خطوط حمراء يصل حد من يعارضهم بالاتهامات الجاهزة المعروفة بالخروج والزندقة والكفر وما شابه ، على اعتبار أن آراءهم السياسية قرءان منزل لا يأتيها الباطل معصومة .
وبالرغم من موقفهم الانغلاقي إلا أن ذلك من جهة أخرى لا يعني إننا لا نتفق مع الإخوان أو نعاديهم ، فهم جزء من مكونا ونحترم جماعة كبيرة منهم على الصعيد الشخصاني ، وتربطنا معهم علاقات متنوعة حميمية وفوق ذلك كله هم من أهم مكونات كياننا السياسي ورافقوا بناء الدولة وكانوا من أهم عوامل الاستقرار عندنا في الأردن .
وبالعودة إلى صلب المسالة في موضوع الإصلاح والتغيير ، فإننا نرى إن الجماعة وصلت إلى طرق مسدودة وما عادت لديها قدرة على المناورة والمحاورة ، إذ لقد قد تنوعت وجهات نظر رؤساء الحكومات وتقلبت عروضهم لجلب حصان الإخوان للمشاركة بدءا من حكومة الروابدة والفايز والبخيت وصولا إلى النسور الذي بدا معهم مبكرا ، لكنهم للأسف بقوا كالمعلقة بين السماء والأرض يقابلون بموقفهم الرافض !
لا ندعي ان القوانين الناجزة مفرحة ومثالية ، وحكومة النسور المكلفة ملائكية وان البلد صالحة ووزراؤها غير طالحين ، ندعي إن هناك اختلالات ونرغب أن يشارك الإخوان كجهة رقابية من جهة وجهة تشريعية من جهة أخرى لبناء الصالح وتعزيزه ليس إلا .
يقول المفكر المعروف ليو تولستوي : \" كلنا يفكر في تغيير العالم ولكن لا احد يفكر في أن يبدأ التغيير بنفسه \" والمعني إن نبدأ من أنفسنا بإضاءة شمعة واحدة في الظلام بدلا من لعنه ألاف المرات ، وان نبدأ بنظافة أبواب منازلنا ليكون الوطن نظيفا ، ولنبني الثقة بأنفسنا ثم لنقنع الآخرين لنقودهم وبناء العالم ، وعليه فان ذلك يحتاج بناء قدراتنا وتعزيز مرونتنا وتحسين استيعابنا وخلق فرص للإصلاح والتغيير .
لم لا يبادر الإخوان ولم لا يطلقون المبادرة تلو المبادرة فالأحزاب هي رحم ومصنع الأفكار، وليست للتهديد بالنزول إلى الشارع والقدرة على إعلان الحرائق ، هذه سياسة أبو احريك \" محراك الشر أو محراك السو كما يطلق عليه ، وأتساءل على أي يتركون الحبل على الغارب للتعيير ولمن يخلون الساحة !