زاد الاردن الاخباري -
بات الذهاب الى سورية بمثابة "رحلة الى المجهول" وفق ما يراه العديد من السائقين "البحارة" الذين يعملون على نقل الركاب والبضائع بين البلدين، نتيجة الأحداث الأمنية غير المستقرة في سورية.
ولفترة وجيزة مضت، عمد بعض السائقين إلى الاستمرار بالعمل رغم المخاطر، من حيث عدم ضمان الدخول الى سورية والعودة منها، لاسيما بعد أن تعرض بعض السائقين إما للخطف أو السلب أو الاحتجاز خلال حوادث متفرقة وقعت منذ بدء الثورة السورية.
ومع اشتداد الأوضاع، تقلصت أعداد "السائقين المغامرين" ليتحولوا الى أشخاص متعطلين عن العمل يبحثون عن أية فرصة لكسب قوت يومهم والإنفاق على أسرهم.
ويقول السائق محمد الزعبي إن استمرار العمل على نقل الركاب أو البضائع من والى سورية أشبه بالانتحار، مؤكدا أن غالبية السائقين أو ما يصطلح على تسميتهم بـ"البحارة" أصبحوا متعطلين عن العمل.
كما يؤيده بالقول أحد السائقين الذي فضل عدم نشر اسمه الأول مكتفيا بذكر اسم عشيرته البشابشة والذي أكد أن أوضاع "البحارة" باتت صعبة فيما العديد منهم أدركوا أن الأزمة السورية مستمرة ولا بوادر للحل ما يعني عدم القدرة على سداد التزاماتهم المالية.
ويقتنص القليل من البحارة فرصة ما يطلق عليه بـ"أجواء هادية" قد لا تستمر أكثر من ساعة للذهاب والإياب من والى سورية، غير أن هذه الأجواء أصبحت نادرة ولا يعتمد عليها لاسيما وأن البحارة اعتادوا على العمل بشكل يومي وغير مشروط بتوقيت أو أية أجواء.
ويشير البحار خالد إلى أن قرابة 17 "بحارا" حولوا اتجاه خطوط مركباتهم إلى خط الرمثا - عمان، بدلا من الرمثا - الشام، لعدم تمكنهم من الاستمرار في نقل البضائع من درعا إلى الرمثا. وأشار إلى أن خط الرمثا - عمان الذي انتقلوا إليه لا يوفر دخلا جيدا لأنه يعاني بالأساس من كثرة السيارات العاملة عليه، ولا يحتمل إضافة أية سيارات أخرى.
وأكد البحار علي محمد أن "البحارة" باتوا ضحية الأحداث السورية التي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي الأردني فإغلاق الحدود بين الحين والآخر وإضراب التجار السوريين أحيانا أخرى ونهب الاستراحات الذي أصبح تقليدا لمجموعات مسلحة لا يعلم لأي طرف تنتمي أدى إلى وقف حال التجارة البينية.
ودعا الجهات المعنية الى إيجاد حلول بديلة للبحارة حيث يرتبط مصير نحو ثلاثة آلاف عائلة بالحدود التي تغلق أحيانا ليجدوا أنفسهم بين يوم وليلة بلا مورد رزق.
ويرى رئيس غرفة تجارة الرمثا عبدالسلام ذيابات أن الرمثا لا تعتمد على الوظائف كمصدر رزق لأبنائها وإنما اعتمادها على التجارة والاقتصاد، والبحارة هم مكون أساسي من هذه التجارة ويجب الاهتمام بما يقومون به وعلى الحكومة أن تعتمد في قراراتها على الواقع.
على أن مصدرا أمنيا مسؤولا أكد أن مركزي الحدود الأردنية السورية (جابر والرمثا) مفتوحان أمام حركة المسافرين والمركبات، رغم تفاقم الأوضاع في سورية.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن "الحدود الأردنية تعمل بشكل طبيعي ولكننا ننصح المتوجهين إلى سورية بعدم المغادرة بسبب الأوضاع هناك وإغلاق المعابر من الجانب السوري".
وكان الأردن قد أكد مؤخرا أن السلطات السورية أغلقت معابرها الحدودية مع الأردن وجاء ذلك بالتزامن مع بدء الجيش السوري عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة درعا المحاذية للحدود مع الأردن.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية رفعت من جاهزيتها وكثفت إجراءات التفتيش الدقيق على المسافرين القادمين عبر مركزي حدود جابر والرمثا، واللاجئين عبر الشيك الحدودي، في وقت نشطت قوات الجيش الأردني تحركاتها على الحدود، بسبب تفاقم الأوضاع في سورية.
وأضاف أن عددا من الأشخاص عادوا إلى الأردن بعد أن تأكد لهم إغلاق المعابر من الجانب السوري، لافتا الى أنه لا يوجد أي مسافر باتجاه سورية في المعبر الحدودي"، وأن حركة المسافرين على الحدود الأردنية - السورية تراجعت بين مواطني البلدين بنسبة 90 % نتيجة الأحداث.
وكان يعبر مركز حدود جابر باتجاه سورية نحو عشرة آلاف شخص يوميا قبل الأحداث، غير أن العدد انخفض مع بدء الأحداث الدامية إلى 500 شخص تقريبا معظمهم من سائقي الشاحنات الذين يعملون على نقل البضائع بين البلدين.
يذكر أن اقتصاد الرمثا يعتمد 90 % منه على التجارة البينية مع درعا حيث يعمل أكثر من 1200 بحار على نقل البضائع من درعا إلى الرمثا يضاف إليهم أكثر من 1500 محل متخصص بالبضائع السورية أي أن هناك آلاف الأسر تعيش بشكل مباشر من خلال عمل البحارة.