أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاثنين .. طقس خريفي بعد الأحد الدامي .. غارات ليلية عنيفة على بيروت والبقاع والجنوب (شاهد) ترجيح خفض أسعار المحروقات بنسب تصل إلى %6 تجهيزات إسرائيلية لعملية برية محتملة في لبنان وجهود أمريكية لمنعها الأردنيون يقرأون أكثر من 10 ملايين صفحة خلال "ماراثون القراءة" الاحتلال يقصف مدرسة للنازحين في بيت لاهيا شمال القطاع .. وسيارة في خانيونس محافظ الزرقاء: مشروع المخازن التجارية الحل الأمثل لمواجهة فوضى البسطات بيان من حزب الله حول تعيين بديل لحسن نصر الله كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين ويغطي على فشله عبر الاغتيالات؟ تحديات اقتصادية تواجه "تل أبيب" .. هل تستطيع تمويل حرب على جبهتين؟ البدور: الأردن يخوض معركة دبلوماسية تفند ادعاءات إسرائيل و توضح الخداع الذي تقوم به العودات: التحديث السياسي يتطلب تضافر جهود الجميع (إعادة بديلة وموسعة) شباب النشامى يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2025 هكذا يتم تجهيز أكفان نصر الله وبقية قيادات حزب الله (شاهد) الحنيفات يكشف ما يهدره كل فرد في الأردن من 'الطعام' سنوياً أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية بلبنان صاروخ من لبنان يدخل مليون مستوطن بالملاجئ نيويورك تايمز: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول أونروا: كارثة صحية وشيكة بسبب تراكم النفايات بغزة إعلان نتائج ترشيح الطلبة في نسيبة المازنية ورفيدة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مقال: سورية .. ضاعت العناوين

مقال: سورية .. ضاعت العناوين

17-10-2012 04:05 PM

لا شك أن ما يجري في سورية من أحداث هذه الأيام أدى إلى غياب الحقيقة الموضوعية بشأن أزمتها، مما خلق تبايناً واختلافاً في حقيقة ما يجري على أرضها؛ فتارة ما زال المؤيدون يدافعون بشراسة عن النظام السوري ومن يدعمه من باب أنه نظام ممانعة يمثل الحصن الأخير ضد الطموحات الغربية والاسرائيلية. وتارة أخرى نرى المعارضين ما زالوا يهاجمون النظام السوري باعتباره نظاماً قمعياً فاقداً للشرعية، ويشككون بمصداقية مواقفه تجاه إسرائيل.

المشكلة تكمن في أن تداعيات الوضع السوري ازدادت تعقيداً، ولم تعد واضحة كما كانت عليه في بداية الثورة، حيث كان هناك سوريون حقيقيون ينددون بنظام لا يحقق لهم الحرية والعدالة الاجتماعية، وجلّ مطالبهم أن يغير النظام قوانينه بما يخدم مصلحة الشعب ويحقق لهم الكرامة، أو أن يتغير النظام فتتغير القوانين.

الآن تغيرت حقيقة الثورة في سورية، فمن يقاتل ضد الجيش النظامي أجانب وليسوا سوريين، وكما ذكر في تقرير للمخابرات الألمانية وفقاً لصحيفة دي فيلت أن: 95% من المتمردين في سورية هم من الأجانب، وأغلبهم من البلدان الإفريقية وتنظيم القاعدة. ويؤكد هذا ما قاله طارق الفضلي (القيادي السابق في تنظيم القاعدة في اليمن): أن انسحاب عناصر أنصار الشريعة التابعين للتنظيم من مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين جنوب اليمن جاء بهدف المشاركة في الحرب ضد النظام السوري.

في المقابل نجد أن عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يقاتلون إلى جانب الجيش النظامي ضد الثوار.

تكمن المشكلة في أن كثيرين من عناصر كلا الجيشين، الحر والنظامي مغرر بهم وهم على الأغلب يعملون على تحقيق أجندات ومصالح خارجية دون إدراك لحقيقة وخطورة الوضع، ومن المؤسف أن هذه الأجندات والمصالح التي تدار وتنفذ من قبل الأغلبية في الجيشين راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين الأبرياء.

بعد دخول أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية، برز في المعادلة السورية ثلاثة أطراف؛ الطرف الأول يمثل النظام السوري ومن خلفه إيران، روسيا، الصين وحزب الله وهو في جهة. على الجهة الأخرى هناك طرفان؛ الأول يمثل المعارضة السورية في الخارج وما تبقى من عناصر الجيش الحر ومن خلفهما باقي القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بالإضافة إلى بعض الدول العربية. أما الثاني فهو خليط ثوري يمثل أطيافاً من التيارات الإسلامية المختلفة على رأسها عدد كبير من عناصر القاعدة وهم من يسيطرون على هذا الخليط.

ومما لا شك فيه أن استمرار الوضع على هذا النحو في سورية هو ما تريده أميركا وحلفائها، لأن هذا يخدم حقيقة مصالحهم؛ فلا أفضل من أن يروا خصومهم (النظام السوري والقاعدة) يقتتلان وينهي بعضهما بعضاً، ويقفون متفرجين على زوال قوتين تشكلان خطراً كبيراً على مصالحهم. ومن هنا فإنه من غير المرجح أن تتدخل هذه الدول عسكرياً ضد النظام السوري وأخص بالذكر تركيا؛ فلها حساباتها الخاصة التي لا تسمح لها باللجوء إلى الحل العسكري.

وبما أن البساط بدأ ينسحب تدريجياً من تحت أقدام المعارضة السورية في الخارج ومن يمثلها في الداخل لصالح التيارات الإسلامية المتشددة، فإن القوى المناوئة للنظام السوري (وحتى روسيا والصين وإيران) تبدي مخاوفها من أن يتسلم عناصر القاعدة أو من يحملون أي أجندات إسلامية متشددة زمام السلطة في سورية، لذا فهي الآن تريد الإبقاء على زخم عسكري ثوري على الأراضي السورية مع دعم مقنن وممنهج، يجعل من المعارضة المسلحة قوة مغرية للنظام السوري كي يهاجمها بأسلحته الثقيلة، فيقضي الجيش النظامي على المعارضة، وتقضي هي عليه باستنزاف قوته وموارده.

من الواضح أن سورية باتت ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الاقليمية والدولية المتصارعة، ولا بوادر حلول سريعة بشأن الأزمة، لذلك نجد سورية الأرض وأبنائها الأبرياء هم من يدفعون الثمن الحقيقي.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع