زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - نكتب اليوم عن سمفونية الرسوم المدرسية التي أطلت برأسها لتزيد من هموم أرباب الأسر وكوابيسهم.
في بداية كل عام دراسي يبادر جلالة الملك عبد الله بدفع رسوم الطلبة، هذا الأمر بات تقليدا ملكيا لقي إعجاب الصغار قبل الكبار.
هذا العام، تأخر الأمر، دون إبداء الأسباب، لذا بادرت وزارة التربية والتعليم وبتوجيهات مباشرة إلى مدراء التربية بضرورة جمع التبرعات المدرسية من الطلاب.
لا مشكل في ذلك، ان كانت ظروف المجتمع الأردني جيدة كما كانت في السابق، لا ضير من ذلك لو أن متطلبات الحياة الكبرى لم تتحول إلى أفلام رعب واقعي يرافق الأردنيين آناء اليل وأطراف النهار.
قلنا لاضير من ذلك، لو كان ما تطلبه الوزارة موجودا، لكن ماذا لو لم تتوافر الامكانيات لأولياء الأمور الذين كسرت ظهور أحتمالهم بسبب شح الامكانات؟
لذا كان قرار إستيفاء الرسوم الدرسية قرارا مفاجئاً للاهالي، وبعيدا عن الدراسة، وهو اسبة بقرار الحكومة السابقة المتسرع القاضي برفع أسعار المشتقات النفطية.
الأهالي لم يحسبوا الحساب لهذا، لإعتقادهم أن الملك سيبادر كما كل عام، ويعفي الطلاب كما الأهالي من الرسوم، لكن جاءت الرياح بما لم تشتهي السفن !
في الحقيقية القرار أربك أولياء الأمور الذين يعانون من كثرة المستلزمات - عيد الفطر، مدارس، ملابس، ادوات قرطاسية، اقساط جامعية، عيد الاضحى، ولا ننسى العيديات التي تؤكدها العادات والتقاليد وغيرها من التراجيديا اليومية التي يناضل خلال المواطن - هذه مجتمعه أضحت عوامل ضغط نفسية ترهيب للطلبة، الذين يشعرون بأهليهم ويحسون بأوضاعهم، فهل تشعر الحكومة مع الأهل أيضا ؟
إلى ذلك، وانطلاقا من شعار (مسؤوليتي، مجتمعي، مستقبلي) يا ترى لماذا لم نسمع صوت القائمين على مبادرة (مدرستي) الذي يغيب وقتما نحتاجه، ويظهر عندما لا نحتاجه، لماذا لم نراه ينتج ويروج للمبادرات بهدف تخفيف الأعباء عن الطلاب وذويهم، كما تلك التي يتم تطبيقها لدعم مدارس الضفة الغريبة مثلا .
في السنة الماضية، وبرعاية ملكية سامية من قبل الملكة رانيا ودعم من السفارة الإمارتية، تم اقامة حفل في فندق الانتركونتنننتال لجمع التبرعات المدرسة لطلبة المدراس الفلسطينية، جمعت اموالاً طائلة، قيل أنها ارسلت إلى هناك الفكرة جيدة بحد بذاتها – لا نعلم حقيقية هل أرسلت الأموال – لكن لم نسمع أن هناك ثمة تفكير يعمل على إستعادة الفكرة من جديد، بهدف جمع التبرعات ودفعها عن طلبة المدراس الأردنية، الذين باتوا يعانون أكثر من غيرهم !
ختاما : صحيح أن النظام الأردني مشدود الأعصاب، فإهتمامه صب في البحث عن شرعيته المصابة بأمراض مزمنه تتطلب العلاج، لكن هذا حتما لا يعفيه من المسؤولية، مهما كانت الأعذار.
فهل تبادر جلالة الملك ؟
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com