أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "تأملات عائد من غزة"

"تأملات عائد من غزة"

03-02-2013 04:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

"تأملات عائد من غزة"

 

وتنجح المحاولة الثالثة الجادة , ودعك من الاماني والرغبات فتلك لا تسمن ولا تغني من جوع.

كانت الاولى في اسطول الحرية  في  ايار 2010 وكنا قاب قوسين او ادنى من الوصول  فليس بين عسقلان وغزة  ما يزيد عن  عشرين كيلو مترا فقط  , وكان المانع هو العدو الصهيوني , وما كنا نعلم ان في ذلك الخير .

 ولا نعلم ان علاقات دولة العدو ستنقطع  مع  تركيا لهذا السبب وبتسع شهداء فقط  .

 

كما لم نكن نعلم ان  ثورات عربية ستتفجربسبب اكتناز الغيظ والقهر بحثا عن الحرية المصادرة بعد سبعة اشهرمن هذا المنع والعدوان فقط  تنقص قليلا او تزيد قليلا .

 

واما الثانية فكانت في الشهر السابع  من العام نفسه 2010في  قافلة انصار 2 ) عن طريق العقبة  فكان النظام المصري هو العقبة في هذه المرة نظام حسني مبارك  الذي لم يسمح بعبورنا الى نويبع ,  وبعد اسبوع  من المحاولات والانتظار  والمواعيد والاحتجاجات  رجع الوفد كله الى عمان كسير الخاطر محزونا .

 

ثم كانت هذه المحاولة الثالثة  في السابع من كانون الثاني 2013- مع الحملة الاوروبية الخامسة لمناصرة غزة  والتي ضمت مشاركين من  خمس عشرة دولة  وكانت ميسرة بحمد الله  , فمصر ليست مصر الاولى  وان كانت  لم  تتعافى بعد  وسبحان مغير الاحوال .

تأملات لا يحتملها مقال  موجز  اذكر اعمقها وابرزها وهي كثيرة  حتى مع كثرة ما ينسى منها  وهي تتزاحم في اولويتها ...........

 

**تهب على الطريق الممتد من القاهرة الى رفح  والذي يقرب من خمسماية كيلومتر  عواصف رملية  تقطع الطريق في مرحلتين  وتعطل مرور الحافلات , استوقفني  استعداد الناس لازالة الرمال  عن الطريق بأيديهم  لانهم لا يملكون الادوات اللازمة  وبكل بشر وسرور  مع شدة البرد واذى الرمال 

 

.** وبالرغم من الانتظار على الحدود المصرية  اكثر من ساعتين لختم الجوازات بآلية معقدة !  والتي رآها اهل الخبرة معنا نزهة قصيرة  مقارنة مع ما سبق من الايام الخوالي  , عبرنا  الى رفح الفلسطينية  المبتسمة لنا هذه المرة ,  ركبنا حافلة  فلسطينية غير المصرية التي جئنا بها من القاهرة , سائقها يبتسم  بل هي تبتسم  والارض تبتسم  , وتقع انظارنا على اول مشهد وهو سيارة محطمة تماما هي سيارة  القائد القسامي الشهيد  احمد الجعبري  رحمه الله  شهيد العدوان الاخير في 2012 على غزة  ويا لهول المنظر الذي ينبيك عن حكايات كثيرة   صمتها ابلغ من النطق  فكنا بين مكبر ومسبح  ومترحم  وباك  ومعتز  ومتأمل .

 

لم تنته قصة الشهيد هنا انما في زيارة بيته في اليوم التالي والاستماع الى قصص البطولة التي سطرها  مع القادة الاخفياء الاتقياء  من اخوانه  وما بدلوا تبديلا .

ويختلط الالم بالامل فعلا فيرزق ابنه الاكبر المتبقي   مؤمن  الذي لم يتجاوز  التسعة عشر عاما  في اليوم التالي بمولود  يسميه احمد  عسى ان يكون  خير عوض,باركنا له به مع رفيقي د عبد الله فرج الله  فهو الله , العظيم  الذي ياخذ ويعطي, ويتلف  ويخلف  سبحانه .

** تأملت نتساريم  !!اسم انطفأ والى الابد  فاصبح  اليوم (المحررات ) او جزءا منها ,تلكم  هي المغتصبات  قبل تحريرها  والتي كان يسميها قادة الاحتلال  ( تل ابيب  الثانيــــــة ) وهي  تعطي  خيراتها  من الفواكه والحمضيات والخضروات ومزارع الدواجن وغيرها  للمزارع الفلسطيني الغزي  الذي لم يكن يدخلها  الا خائفا مستأجرا  بفتح الجيم او  منفذا لعملية جريئة مليئة بالمخاطرة .

**تاملت في زيارة سريعة للمجاهدة ام الشهداء  ام نضال فرحـــــات  والتي ان هدّها المرض لكنه لم ينل من عزيمتها , تحدثك وكأنها من نساء السلف  الصالح  تحدثك حديث المجاهدات لاحديث الثكالى  فلله درها

**تأملت بيت الاعجوبة  الامام الشهيد احمد ياسين وراينا بيته الفخم  المغطى (بالاسبست ) الذي يدلف منه ماء المطر  وراينا بقايا كرسيه المتحرك الذي استشهد عليه وهو عائد من المسجد المجاور  ....... وما ذا  يقول اهل الاعذار المتعرقلون بعجزهم وخرافاتهم   ما ذا نقول نحن  جميعا  !!!!

 

 

**تاملت الحالة المعنوية العالية لهؤلاء الشباب الصغار سنا والكبار همة ووعيا  وتواضعا الذين ينام الناس بينما هم  يلازمون اسلحتهم المتيسرة ترقب عيونهم  الاخطار المتوقعة  في جنح الظلام   تحسبا من تسلل عدو غادر ’ وذهلت لما علمت ان من شروط اشغال هذه المواقع ان يكون  الشاب ممن يحافظون على  صلاة الفجر في المسجد , فقلت  ان شعبا فيه امثال هؤلاء لن يهزم بعون الله .

 

تأملت تحت الانقاض  بقية فستان طفلة صغيرة وقد حرق معظمه وحقيبة صغيرة فيها بعض الدفاتر شاهدة على الحقد في بيت عائلة الدلو المدمر بالعدوان الاخير  البيت الذي  فقد تسعة من ابنائه وبناته رحمهم الله جميعا .

 

تأملت حال مرافقنا الكريم  ( ابو اسامة ) حفظه الله الذي لو استطاع ان يجعل الدنيا لقمة واحدة لكرمنا بها , ولو استطاع ان يفرش طرفه لنا لفعل، وهو الرجل الكبير المسؤول المقدر الذي يعرفه معظم اهل القطاع  وليس هو وحده بهذا الخلق  الكريم  والحمد لله .

 

** تأملت حال الرجل الاول في القطاع  الدكتور اسماعيل هنية  رئيس الحكومة الذي استقبل الوفد في بيته المتواضع رجل ودود  بوجه بشوش   وبكلمات معبرة  وباستماع  لافت  وبلسان يشكر العرب كلهم  ويعترف بالجميل و لايلوم المقصرين  او الغافلين  عن واجبهم     يخدم  الضيوف بنفسه  يتحرك هنا    وهناك     ويتناسى  ( الاتيكيت ) والاعراف المصطنعة كسبا للهيبة , لكنه حاز محبة كل من رآه واستمع اليه  ولا يتحرجون من مناداته   ابو العبد ابو العبد  لم يتركنا الا بعد ان حملنا التحية للاردن والاردنيين  ولشخاص  بأعيانهم .

**تأملت الدمار للمؤسسات والبيوت والملاعب الرياضية  والجسور  وهي  تشكو الى الله مكر الماكرين وتخاذل المتخاذلين من العرب الرسميين الذين ينتظر بعضهم متى تزول غزة عن الخارطة ويبتلعها البحر , وجدنا بقية المصاحف التي تقاسمها الاوروبيون المشاركون  وبقية الحقائب  والملابس الصغيرة  وكراسي المقعدين   وبقية اواني المطابخ والمقتنيات البسيطة  سجلت الكاميرات المشاهد  كما ارتسمت في القلوب  الاوضاع بدقة متناهية  واختلطت بالمشاعر  الفياضة ولكن  اليد قصيرة  مع ثقتنا ان مع العسر يسرا  وان النصر مع الصبر .

**تاملت هذا الشريط الصغير  المحاصر  كيف استطاع ان يقهر مكر اكبر دولة مسلحة في العالم  ليس في المنطقة فحسب  حتى اضطر الى طلب  الهدنة ( والخائف المهزوم داخليا  لن يصدق )  ماذا لو كان عندنا شريط  في الشرق او الشمال  او الجنوب من مثل هذا الشريط ؟؟

انها العزيمة وليست المقدرات  انها الارادة وليست الاسلحة المتطورة  الحديثة

انها العقيدة الراسخة وليست الهلوسة  البائسة  هذا هو السر  وهذا هو المفتاح .

لم يرهقنا اهل غزة بالمطالب  والاستغاثات  والمساعدات انما احرجونا بالاعتذار عن التقصير  وهذا حال الكرماء  تحسبهم اغنياء  من التعفف

رددت قول الله تعالى وانا اغادر غزة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي

الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}  

  

سالم الفلاحات

الاحد

3/2/2013

Salem.falahat@hotmail.com

 

 

 

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع