أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة خطورة انهيار القيــــــــم

خطورة انهيار القيــــــــم

10-02-2013 04:45 PM

 خطورة انهيار القيــــــــم

 

 

  .القيم  هي العمود الفقري  الذي يرتكزعليه كل نظام وحزب وفئة  وهيئة  وشخص, والعلاقة وطيدةبين تراجع القيم  والثورات بانواعها .

 

وتصل القناعة بذلك حتى لمكيافيلي في صحوة ضمير ليقول :ـ   من يريد ان يمسك  بالحكم بفاعلية  فعليه الالتفات

 

 لطبيعة شعبه  وان يفعل الخير , لأن الشر لايحفظ السلطة  ولا بد من كسب حب الناس  له والا انقلبوا عليه  , مع انه

 

يرى في مواقع اخرى  ان الحكم لا يقوم  على الاخلاق  انما على سلطة الاستبداد واستخدام القوة اكثر من  الرحمة !!!!

 

 ولا شك ان الكارثة القيمية  اخطر بكثير من الكوارث الطبيعية  وضياع المباني والمقدرات .  ودعك

 

 من الذين يريدون تحسين صورة اختلال القيم وزوالها بعنوان  ان السياسة لا ثوابت لها ولا دين.

 

 فتلك حالات مؤقتة وشاذة ولن يكتب لها الدوام طويلا ان خلت من القيم  العليا  وسرعان ما تنهار .

 

ويعبر عن القيم بالاخلاق السامية , التي  اعلى من شأنها علماء الاجتماع , و  تغنى بها الشعراء

 

  والحكماءوالبلغاء ,وقبلهم جميعا كتاب الله عز وجل القائل لرسوله الصلاة والسلام  , {وانك لعلى

 

 خلق  عظيم} فاعظم مدح لخاتم المرسلين كان  بوصفه  بالخلق العظيم

 

وقال  رسول الله صلى الله عليه وسلم :ــ  انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق , وفي الحديث ملمح

 

عظيم  ظاهر للعيان   فمن كريم خلقه عليه السلام  اعترافه بكرم اخلاق السابقين  وانه كان لبنة

 

لاتمامها  فقط ولم يكن هو المنشىء لها  او المتفرد بها

 

 ليس هناك فاصل بين المبادىء المجردة وواقع الحال  عنده ,  وليس هناك انفصام بين النظرية والتطبيق  او بين

 

الشعارات والواقع  كما  هو الحال  عند الكثيرين اليوم .

 

ولا شك انها حالة مميزة لايصلها معظم الناس ولا يدانونها  ولا شك ان المسألة نسبية اليوم شريطة تحقق الحد الادنى  منها .

 

ولاغرابة في استنتاج  امير الشعراء  شوقي  عندما قـــــــــــــــــال :ـ

 

 وانما الامم الاخلاق مابقيت             فان هم ذهبت اخلاقهم   ذهبــــــوا

 

فان اقفرت امة من الاخلاق العالية والقيم الرفيعة  ذهبت الى زوال  واندثرت  وهذه سنة مضطردة

 

 تنطبق على الناس جميعا دون استثناء , من هنا حذر كندي  وخروتشوف  شعوبهم من الانجرار وراء

 

الملذات  وان لايغادروا  مطالب القيم الاخلاقية .

 

وقديما كان العرب في جاهليتهم يتمتعون ببعض القيم التي  لايتنازلون عنها قال  شاعرهم 

 

  اغض الطرف ان بدت لي  جارتي             حتى يواري جارتي مثواهــــــا

 

 وقالوا في ليلة محاولة قتل النبي عليه الصلاة والسلام  الشهيرة  ليلة الهجرة  وهم يحجمون عن دخول البيت   كيف

 

 نتسور على بنات عمنا ؟ اي ندخل عليهن البيت.

 

 و ذاك الاعرابي الذي كافأ من اركبه جواده في الصحراء بالهرب  به  بعيدا  ثم رجع اليه بعد يأس

 

 صاحبه الذي كاد يندم على المعروف , اتدري  لم رجعت اليك ؟ قال لا . قال :ـ  رجعت اليك  حتى لا

 

ينقطع المعروف بين الناس   !!!

 

وذاك الصحابي الذي اطفا السراج  لياكل الضيف  الطعام القلبل وحده وهو يتظاهر بانه يأكل معه,

 

وقد ركز القران على هذا المعنى بوصفه الرسالة بانها تزكية للنفوس فقال {هو الذي بعث في

 

 الاميين رسولا منهم  يتلوا عليهم اياته  ويزكيــــــــــــــــــهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } فالتزكية  في

 

النص مقدمة على التعليم هنا لبيان اهميتها وان كانت لاتتم  الا بتعليم وبيان

 

 والقران الكريم حافل بهذه المعاني وتعظيم شأن القيم , ففي موضوع الزكاة  يقول الله تعالى { خذ

 

من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها  وصل عليهم  ان صلاتك سكن لهم    }

 

 

 

وجعل القيم العالية تستلّ الضغائن من النفوس فقال { ادفع بالتي  هي احسن  فاذا الذي  بينك  وبينه

 

عداوة كانه ولي حميم  }

 

 

وصدق الشاعر ابو الفتح البستي الذي قال :ــ

 

    احسن الى الناس تستعبد قلوبهم       فطالما استعبد الانسان احسان

 

اقبل على النفس تستكمل فضائلها         فأنت بالنفس  لابالجسم انسا

 بنى الاسلام  العلاقة بين الناس  على الاخوة الانسانية والاخوة الوطنية والاخوة الايمانية ,فخاطب البشرية كلها بـ يا

 

ايها الناس  , وحرم الظلم على جميع الناس  ,   وجعل الانتصار للمظلومين قيمة عليا دون النظر الى خلفياتهم  العقدية والسياسية  في الحديث القدسي  يا عبادي  اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما  فلا تظالموا

 

 ورتب العلاقة بينهم على اساس  التآخي الاجتماعي  الشامل , ونداء واعتصموا بحبل الله  جميعا  , ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب  ريحكم

, وتعاونوا على  البر والتقوى  ولا تعاونوا على الاثم والعدوان
,

 

ولما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة زوجه  يخاف على نفسه قالت :ــ  كلا والله

 

لايخزيك الله ابدا  انك لتصل الرحم وتحمل الكل  وتغيث الملهوف وتعين على نوائب الدهر  , فهذه الاخلاق الرفيعة

 

 التي يتمتع بها ـ حسب فهم خديجة الفطري قبل الاسلام ـ ستحفظه  وتحفظ عقله وكيانه .

 

 وفي الحديث  التالي من اثار القيم  واهميتها في الحفاظ على سلامة المجتمعات  يقول الرسول  صلى

 

الله عليه والسلام :ــ يحمل هذا العلم من كل خلف  عدولــــــــــه ـ وهم المتمتعون بمكارم الاخلاق ـ

 

 ينفون عنه تحريف الغالين  وتأ ويل الجاهلين .

 

وانظر لهذا الحديث العظيم الدلالة  ايضا  لو تأملته  ’ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :ــ انها ستكون

 

سنوات خداعات , يخون فيها الامين  ويؤتمن فيها الخائن , ويكذب فيها الصادق  ويصدق فيها  الكاذب

 

 

 

 وينطق فيها الرويبضة ,  قالوا ومن الرويبضة يا رسول الله ؟ قال:ــ الرجل التافه يتكلم في امور

 

العامة .  

 

 ان  القيم الخيّرة مبثوثة في الافكار والاديان والمذاهب المتعددة وليست حكرا على جهة  , وانك لتقرأ

 

 كيف ان الضباط الكبار والقادة العظام كانوا  يؤدون التحية لمن قتلوهم من اعدائهم اعترافا بشرفهم

 

 و تضحيتهم  وهم اعداء  وفي معركة قتال

 

 القيم الضرورية المطلوبة غائبة  ومتوارية ومما يؤسف له تعرض من يتحلى ببعضها للسخريةوالنقد والاتهام بالسطحية والغفلة والبساطة ’

 

لا يتسع المقام ولا المقال للحديث عن القيم الغائبة والمتوارية لكثرتها  اولا  ولنباهة القراء ثانيا ’

 

ولئلا يتوهم البعض انه هو المقصود بذاته فقط,  وفي الاشارة ما يغني اولي الافهام  عن العبارة

 

 لكن اولى الناس بالمحافظة على القيم الراقية واعلاء شأنها هم الذين يشكون من ضعفها ويستشعرون

 

 اهميتها وخطورة فقدانها  من المجتمعات  ولعلهم الاكثر حملا والاعظم مسؤولية  ’وإلا  تساووا مع

 

 من ينتقدونهم ويأخذون عليهم سلوكهم , ولكن من القيم المفقودة ان يرى الانسان عيوب الاخرين ولا

 

يلتفت الى عيبه الا  بالتسويغ والتحسين.

 

 طال المقال ولم اقل ما اردت قوله الا ان مما استفزني وهو كثير  هو اتها م الاسلاميين في مصر

 

 بتدبير التحرش الجنسي في ميدان التحرير  لان( الذين استحوا  ماتوا !!!) وهو انهيار القيم الموصوف (ولا يزال

 

 الرجل يكذب ويتحرى الكذب  حنى يكتب عند الله كذابا ) وصدق الرسول  صلى الله

 

عليه وسلم القائل :ـ انه مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى  اذا لم تستح  فاصنع  ما شئت .

 

 

  سالم الفلاحات

Salem.falahat@hotmail.com

 

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع