بسم الله الرحمن الرحيم
"متى يستيقظ الناس ؟"
وانا اقلب الأمر واحاور الاحرار الاصلاحيين الصادقين الثابتين في حال الشعب وما وصل اليه ,يشغل كثير من الاردنيين اليوم حالنا الذي وصلنا اليه وتفسير هذه الظاهرة المحيرة عند شعبنا الكريم , وما سبب اصرار المتحكمين بالنظام على الاستمرار في هذا الحال من الاستعصاء على الاصلاح واغلاق جميع منافذ النجاة وشعورهم بالنشوة والتفاخر ظانين انهم قهروا شعبهم الى الابد , ولم يقرأوا في التاريخ القريب و البعيد انه كم من جبار مغرور بجبروته جندله مظلوم صغير يبيع خضروات على عربة , او راعي غنم يتربع على صدر سيد الوادي او طريد ينجو بنفسه فيغرقالفرعون ويبقى اية لكل قارىء.
اذا كانت حقوق الناس مهدورة المعنوي منها والمادي بدرجات كبيرة , وان كانت
مطالبهم حقة و غاياتهم سليمة لا يختلف عليها العقلاء , وانهم يسيرون من سيء
الى اسوأ,وانهم توسلوا للوصول اى انصافهم بكل وسيلة ديمقراطية ليلا ونهارا وسرا واعلانا , كتبوا وحاضروا وناظروا وتظاهروا واعتصموا وصرخوا تواصوا بالحكمة والاناة والسلمية والتحضر , ارسلوا رسائلهم باشكال مختلفة ومع ذلك فلا من مجيب , لا بل تعرضوا للتشويه والاتهام , ربما الف المستبدون وسائلهم حيث اصبحت مستساغة محببة ألفوها وعرفوا كيف يفرغوها من محتواها .
اذن اذا تبين لصاحب الحق حقه ومشروعيته بكل المذاهب والافكار والشرائع ولم يستجب له , لم لا يسير اليه سير المصمم على انتزاعها بجــد لا يعرف التردد .
ولعلي لا اجاوز الحقيقة ان قلت ان هذا المفقود الغائب هو ماتحت الرماد الساكن الناعم البارد ,هذا هو اليوم في مجتمعنا حديث المجالس واللقاءات الضيقة على حد سواء , فلا يتوهمن المستبدون المفسدون انهم حسموا الامر الى ما يريد ون
وما اوعى من قال :ــ
ارى بين الرماد وميض جمر وأحرى أن يكون له ضــرام
فان النار بالعيدان تذكــــــى وان الحرب مبدؤها الكـــــلام
ولعلهم ينتظرون الناس ان ينتقلوا من حالة الضيق الشديد الى حالة المعيشةالضنك التي ليس بعدها الا الكارثة
واسجل للكواكبي سبقه العربي في الاجابة الشافية ووضوحه ودقته في التشخيص لأن اصدق ما يكتب ما كان من رحم المعاناة الذاتية استمع اليه في سفره العظيم نصير المستضعفين وطريق الثائرين بوعي وحكمة 0 طبائع الاستبداد ) , الا ليت المقهـــــــــورون الصامتون , والمستبدون المسترسلون في غيهم على حد سواء يستمعون اليه حيث يقول :ــ
العوام لا يثور غضبهم على المستبد غالبا الا عقب احوال مخصوصة مهيجة فورية منها :ـ
1عقب مشهد دموي مؤلم يوقعه المستبد على مظلوم
2 عقب حرب يخرج منها المستبد مهزوما دون ان يتمكن من تحميل المسؤولية لخيانة القواد
3 عقب استهزاء المستبد بالدين يستلزم غضب العوام
4 عقب تضييق شديد على الناس في معاشهم وتكليفهم باموال لا يتيسرلهم دفعها
5 في حال مجاعة لا يجدون فيها مواساة المستبد
6 عقب عمل يستفز الغضب الفوري كالطعن في العرض او اهانة الجنائز في الشرق او احتقار القانون عند الغرب
7 عقب موالاة شديدة من المستبد لمن تعتبره الامة عدوا لشرفها
الى غير ذلك من الامور المماثلة
ومع انه يفترض ان لايغفل عن هذه عاقل من الحكام الا ان البطانات الفاسدة هي التي تخفي عن الحاكم الحقيقة للايقاع به ويحملونه على اساءة التدبير ويكتمونه الرشد والنصيحة .
ويختم بتفاؤل انه لابد ان يأتي يوم يرتفع فيه التغالب وويسود بين الناس العدل والتوادد فيعيشون بشرا لا شعوبا وحينئذ يعلمون ما مامعنى الحياة الطيبة يشعر الانسان كأنه ملك وظيفته تنفيذ اوامر الرحمن الملهمة للوجدان .
واقول اخيرا لا بد للمصلحين من القيام بدورهم الذي لا ينفكون عنه وهو:ــ
* تبصير الناس بالخطر الحقيقي دون تهوين او تهويل او مواربة ,توصلهم الى الاستعدلد لتحمل المسؤولية بانفسهم وهي الخطوة الاولى والاساس
*ثم مقاومة الفساد والاستبداد بعزم وصبر وحكمة دون توقف
*وتهيئة الصورة المطلوبة و وتجليتها والتفاهم عليها ابتداءا قبل الاختبار الصعب الذي وقعت فيه بعض الشعوب المحيطة بنا .
سالم الفلاحات
13/3/2013